بيانٌ من حافّة العتمة
أَرَانِي فِي الظَّلَامِ بِلَا جَوَابِ ... وَرُوحِي تَشْتَكِي طُولَ العَذَابِ
أُحَاوِلُ أَنْ أُمَيِّزَ مَا جَرَى لِي ... أَأَمْرِي أَمْ زَمَانِي فِي انْقِلَابِ؟
أَسِيرُ وَلَسْتُ أَدْرِي أَيْنَ دَرْبِي ... كَأَنِّي تَائِهٌ خَلْفَ السَّرَابِ
ضَمِيرِي صَارَ يَحْمِلُ أَلْفَ لُغزٍ ... وَقَلْبِي قَد أَحَاطَ بِهِ اغْتِرَابِي
يُمَنِّينِي الشُّرُوقُ فَلَا أَرَاهُ ... وَيُغْرِينِي الجَمَالُ بِلَا جَوَابِ
وَأَجْمَعُ فِي الصَّبَاحِ شَتَاتَ عَزْمِي ... لِأَبْدَأَ رِحْلَتِي بَعْدَ الغِيَابِ
أُقَاوِمُ كُلَّ يَوْمٍ ثِقْلَ هَمّي ... لِأَبْنِي الرُّوحِ مِنْ بَعْدَ اليَبَابِ
أَصِيحُ: اليَوْمَ يَوْمُكَ سَوْفَ تَحْيَا ... وَتَتْرُكُ كُلَّ مَاضٍ لِلْعِتَابِ
فَأَنْهَضُ فِي الغَدَاةِ بِكُلِّ عَزْمٍ ... كَطِفْلٍ مُقْبِلٍ نَحْوَ الصِّحَابِ
وَأَرْسُمُ خُطَّةً لِلْيَوْمِ أَسْعَى ... لِأَمْلَأَهَا بِأَفْعَالِ الصَّوَابِ
وَلَكِنْ مَا يَمُرُّ الحِينُ حَتَّى ... يُجَرِّدُنِي الهَوَانُ مِنَ الحِرَابِ
أُحِسُّ بِثِقْلِ رُوحِي قَدْ تَهَاوَتْ ... فَأَسْقُطُ وَاهِنًا رَهْنَ اضْطِرَابِي
بِدَايَاتِي تَصِيرُ إلى عَزَاءٍ ... وَعَزْمَاتِي كَوَمْضَاتِ الشِّهَابِ
نَسِيتُ العَيْشَ يَوْمًا دُونَ هَمٍّ ... نَسِيتُ اليَومَ أَترَاحَ الشَّبَابِ
كَأَنِّي قَدْ فَقَدْتُ دَلِيلَ دَرْبِي ... وَتَاهَ الوَعْيُ عَنْ مِفْتَاحِ بَابِي
أُرِيدُ العَيْشَ لَكِنِّي ضَللتُ ... طَرِيقَ الحَيِّ فِي هَذَا الخَرَابِ
تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.