محاولة شعرية أوجه بها رسالة إلى تاجر المخدرات، ولن يزال المسلم فيه بقايا من خير التوحيد، تجعله يتذكّر إذا ذُكِّر، ويراجع نفسه إذا نُصح، وكلّ ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوّابون.
رسالة إلى تاجر مخدّرات
أَرَى بَـيـعَ الـمُخَدِّرِ شَـرَّ كَـسْبٍ وَآخِــــرُ دَرْبِ صَــاحِـبِـهِ الــبَـلَاءُ
تُـقِيمُونَ القُصُورَ عَـلَى حَـرَامٍ لَـكُـم مِــنْ هَــدْمِ غَـيْـرِكُمُ بِـنَاءُ
وَتـسْـقُونَ الأَحِـبَّـةَ دَمْــعَ ثَـكْـلٍ لِأُمٍّ مَــــــا لَـــهَـــا إِلَّا الــبُــكَـاءُ
فَــــلَا تَــغْـتَـرَّ حِــلْـمَ اللهِ يَــوْمًـا فَـــإِنَّ اللهَ يُـمْـهِـلُ مَـــنْ يَـشَـاءُ
وَإِن أَمــلَــى فَـلِـلأَمَـدِ انـقِـضَـاءٌ وَأَخـــــــذُ اللهِ يَــعــقُــبُـهُ اكـتِواءُ
أَلِــيـمٌ أَخـــذُهُ صَــعـبٌ شَـدِيـدٌ فَـبُـعـدًا مَـــن كِـفَـايـتُهُ الـرَّجـاءُ
إِذَا حَـــلَّ الـقَـضَاءُ أَتَــى حَـثِـيْثًا تُــــدَكُّ بِـــهِ قُــصُـورَكَ وَالـبِـنَـاءُ
وَتَــتَّـبِـعُ المَصَـائِـبُ كُــــلَّ بَــــابٍ وَيُـطْـبِـقُ فَـــوْقَ هَـامَـاتٍ بَــلَاءُ
وَإِنَّ اللهَ إِنْ أَبْـــــــدَى عِــقــابًـا تَـغَـشَّـى الـقَـومَ وَيْــلٌ وَابـتِـلاءُ
وَإِنْ أَخَـــذَ الـقَـدِيـرُ فَـــلَا نَـجَاةٌ وَلَا يُــجْـدِيـكُـمُ حِــيــنًـا بُــكَــاءُ
سَـتَـأْتِيكَ الـخُـطُوبُ بِـكُـلِّ دَرْبٍ وَتَــنْــهَـالُ الــفَـوَاجِـعُ وَالــعَـنَـاءُ
وتَـمنَحُكَ الـدَّرَاهِمُ مِـن سَـرَابٍ يُـزَيِّـنُ مَــا أَحَــاطَ بِــهِ الـشَّـقَاءُ
تُـفـخِّـمُ بِـالـنُّقُودِ قُـصُـورَ بُــؤْسٍ وَفِـي جَـوْفِ الـبُيُوتِ عَـلَا الـرِّثَاءُ
سَـتَـغْدُو زِيــنَـةُ الـدُّنْـيَا خَـرَابًا وَيَطْمِسُ شَمْسُ دُنْيَاكَ المَسَاءُ
وَمَـــنْ أَبْـكَـيـتَهُم لــيـلًا طـويـلًا سَـيَـعْقُبُ لَـيْـلَهـم حَـتْمًا سَنَاءُ
سَـيُـبْـدِلُهُمْ إِلَٰهِـــي كُــلَّ هَــمٍّ بأَفْرَاحٍ يَـطِـيـبُ بِـهَـا الـغِـنَـاءُ
أَضَــعْـتَ خَـصـيبَ أَرْزَاقٍ حَلَالٍ وَضَاقَ بِــكَ الـتَّـقَصُدُ والـرِّضَـاءُ
تَـرَكْتَ الـكَسْبَ طَـيِّبَهُ سَـفَاهًا وَأَغْــــــوَاكَ الــتَّـكَـثُّـرُ وَالـــثَّــرَاءُ
لَـخَـيـرٌ لَــوْ كَـنَـسْتُم كُــلَّ دَرْبٍ وَصُـنْـتُـمْ دِيـنَـكَـم مِـمَّـا يُـسَـاءُ
قَــليـلُ الـخُـبْـزِ فِـي حِـلٍّ وَأَمْـنٍ أَلَـــذُّ مِــنَ الـحَـرَامِ بِــهِ اكْـتِـفَاءُ
فَمَالُ السُّحتِ نَارٌ فِي حَشَاكُمْ يُـكَـابِـدُ مِـــن لَـظَـاهَـا الأَقْـرِبَـاءُ
سَـتَـذْكُرُ حِـيـنَ تَـلْتَحِفُ الـتُّرَابَ وَيَـسْـكُنُ فِــي مَـنَـازِلِكَ الـعَدَاءُ
جَـلِيسُكَ مُـوحِشٌ وَتَرَى سَعِيرًا يُـطَـالِـبَـكَ الــجَـرِيـرَةَ وَالــجَــزَاءُ
وَأَبْـــنَاءٌ يُـصِـيـبُـونَ الأمــاني بِـمَالِكَ حِـينَ يُـسْتَرُخَى الغِطَاءُ
تَــرَكْـتَ لَــهُـمْ مَـتَـاعًا لَا يَــدُومُ وَحَـــظُّــكَ مِـــنْــهُ أَوْزَارٌ قِـــنَــاءُ
أَقَـــامَ الــنَّـاسُ أَوْقَــافًـا لِخَـيْرٍ يَـصَـبُّ عَـلَـى قُـبُـورِهِمُ الـدُّعَاءُ
وَأَوْقَــفَ فِـعْلُـكَ الأَوْزَارَ تَـجْرِي فَـبُـؤسًا مَــا قَـدِمْـتَ بِـهِ الـلِّقَاءُ
فَــبَـادِرْ تَــوْبَـةً مِــنْ قَـبْـلِ يَــوْمٍ تـتابَـعُ فِـــيــهِ أَحْــــزَانٌ وَدَاءُ
وَتُــنْـزَعُ مِــنْـكَ عَـافِـيَـةٌ وَأَهْــلٌ وَيَـــوْمَ الــدِّيـنِ يُـفْـزِعُكَ الـنِّـدَاءُ
تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.