جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

حوار-شبهات-الرافضة-جدال-حجة

الشيعي: انت الآن اذهب وانظر لعمركم (يقصد عمر بن الخطاب) يوم كسر ضلع فاطمة وأحرق بيتها، والرواية عندكم في الترمذي وصححها بعد، انظر 4 / 335 طبعة دار الكتب.



حينما تأتي أمامك هذه المعلومة (أو غيرها من المعلومات المشابهة) في حوار بمنتدى أو تعليق بصحيفة إلكترونية أو اليوتيوب فثق تمامًا أن القائل لا يخرج أمره مع هذه المعلومة وأمثالها عن عدة أمور اخترت منها هذه:

1. أنه كذبها طال عمرك كذبة صلعاء، وهذه عدها واغلط في العد عندهم نسأل الله أن يهديهم، فواحدهم يكذب بكل حرف كتبه عن مثل هذه المعلومة، فلا وجود إذن للنص في الترمذي ولا غيره، لا أول جزء ولا آخر جزء ولا أول باب ولا آخر كتاب.. الأمر ببساطة: كذبة وتأليف في سياق نفسي متقن، ينطلي على قليل العلم، أو المتكاسل عن البحث والتثبت.

2. أن الرواية من مصادرهم، ومصادرهم لا تعنينا من قريب ولا بعيد، فليست ملزمة لنا، ومؤلفوها لا يخرجون عن فرقهم المخالفة في نظرتها للتاريخ عن تاريخنا الإسلامي وفق رواياتنا ومصادرنا، بالإضافة إلى مجموعات الزنادقة الذين تفرغوا لوضع أحاديث رسول صلى الله عليه وسلم لقرون طويلة حقدًا وغيظًا منهم على ديننا، وانطلت للأسف على طوائف من المسلمين.. وكان عاقبة أمرهم في الدنيا خسرا، مالم يتوبوا ويدركوا أنفسهم.

3. حقٌ لم يصلك كله: وهذا يحصل عند تشابه الأسماء، فهم لما اعتادوا الكذب.. أصبحوا يبدعون فيه، فإن قال لك أحدهم: ذكر هذه المعلومة (ابن حجر) في كتابه كذا وكذا، فعليك أن تتأكد قبل كل شيء أن (ابن حجر) الذي ذكره هذا الشخص هو نفسه العالم المشهور عند أهل السنة والجماعة.. رحمه الله، لا اسمًا مشابهًا لابن حجر آخر من طائفتهم وليس له علاقة بابن حجر الشهير عندنا، وهكذا إن قال لك أحدهم أن الذهبي قال قولًا شنيعًا عن صحابي أو عالم، فتأكد أولًا من أنهم لم يقصدوا أحد علماء طائفتهم، ربما له جدٌ عاشر يقال له الذهبي. فهم يصدقون بالاسم كي يوهموك أن قائل تلك العبارة هو العالم المشهور عند أهل السنة والجماعة، ويقولونها للعشرات وربما المئات من الناس على أمل أن تنطلي على بليدٍ لا يتقن مواطن التساؤل أو ينتبه إليها.

4. أن ينسبوها إلى مصادر حديثية عند أهل السنة والجماعة، وهم صادقون في نسبتها، كأن ينسبوا حديثًا للترمذي أو النسائي أو ابن أبي شيبة أو تاريخ الطبري أو البداية والنهاية.. أو غيرها من كتب الحديث والتاريخ، فعليك هنا أن تتأكد من صحّة الحديث قبل كل شيء، لأن هذه المصادر -كما تعلم- فيها الصحيح والضعيف والموضوع.. ونحو ذلك، فمجرد إحالتهم على هذه المصادر لا يعني بالضرورة صحتها، وما أكثر ما يقومون بهذا الأمر في مناظراتهم وتغريداتهم وأحاديثهم.. إلى حدّ الملل.

5. أن يأتوا بالحديث ويقولون: رواه الترمذي وصححه العالم فلان. وهم في ذلك صادقون حقًا في نسبة الحديث إلى مصدره عند أهل السنة والجماعة، وصادقون كذلك في معلومة تصحيح العالم فلان -من علماء أهل السنة- لهذا الحديث، فهنا عليك أن تعلم أن تصحيح العلماء وتضعيفهم اجتهاد قد يخطؤون فيه وقد يصيبون، وأنه كما يوجد اختلاف في الفقه بين العلماء، فهناك اختلاف في الحديث بين العلماء، فيوجد علماء يصححون أحاديث ضعيفة ويضعفون أحاديث صحيحة في اجتهاد خاطئ منهم. وهنا يظهر فضل استفتاء أهل الذكر والعلماء والمشايخ، والبحث المتقن في الانترنت من خلال المواقع الموثوقة، لأنهم أعلم الناس بتلك الاختلافات، ويعرفون تفاصيلها والأقوال المذكورة فيها، ويعرفون الحكم النهائي لها، فحينما يقول لك شخص مشبوه: صححه فلان. فهم ذكروا لك اجتهادًا خاطئًا من عالمٍ جليل لكن هذا التصحيح قول واحد في (خلاف) واسع حول صحة الحديث، وتجاهل هذا المشبوه عمدًا القول الصائب في المسألة كلها، ويعتمدون هنا -أيضًا- على أنّك لن تكتشف وجود ذلك الخلاف الكبير حول صحة الحديث وأنّ الحكم النهائي بعد عرض الأقوال كلها أنه ضعيف، لأنك لا تسأل.. وستنشغل بالانبهار بالحديث الصحيح الذي يخالف نظرتك عن مسألة مهمة!

6. حين ينسبون حديثًا للبخاري ومسلم، فيقولون: "رواه البخاري"، حينها -بعد أن تتأكد من كل ما سبق- تأكد أن البخاري رواه في كتابه الشهير (الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسننه وأيامه) المعروف بين المسلمين باسم (صحيح البخاري) وليس في غيره، لأنهم يعتمدون على الاسم، انطلاقًا من كونك ستكمل بالنيابة عنهم وتنسب الحديث إلى كتابه الشهير.. وليس إلى كتب أقل صحة وإتقانًا من ذلك الكتاب.

7. حسنًا، ربما يكون الحديث صحيحًا بحق، وموجود في كتب أهل السنة والجماعة، فهنا عليك أن تتيقن أن الأحاديث هي عبارة عن جزء من أجزاء أخرى تشكّلها أحاديث أخرى.. إذا جمعتها إلى جوار بعضها تشكلت لديك الصورة الكلية للحدث المذكور، وأنه أبسط مما يحاول أن يصوره ذلك المشبوه لك.. تمامًا كمن يقول أن لوحة ما لونها أسود.. لأنه ركز على زاوية ملوّنة بهذا اللون وتجاهل بقية اللوحة بجمالها وألوانها الأخرى.. فأحيانًا الحديث يذكر لك (جزء) من قصة طويلة عريضة لها أحكامها وظروفها ودوافعها التي تكملها أحاديث أخرى موزعة هنا وهناك، فهنا.. ترجع كذلك إلى حقيقة أنك غير متخصص، وأن الله تعالى قام بتوجيهك بشكل واضح بقوله سبحانه: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).. فتسأل المتخصصين لتجد الجواب ينتظرك جاهزًا وواضحًا.

أخيرًا.. هذه بعض التنبيهات ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر؛ لأنبه على أن الشبهات تتكئ على عنصر الانبهار والجهل لدى المتلقي، وأنه بمثل هذه الوقفات يرى الإنسان حقيقة الشبهة وكيف تصغر أمام التساؤل فقط؛ فكيفك إذا أجيب هذا التساءل بالأجوبة الشافية؟

اللهم اكفنا شر الشهوات والشبهات، وثبتنا على الحق حتى نلقاك.
3 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

إعلان أسفل المقال