جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

أصدقاء-إلى-الأبد-أصحاب-للأبد-صحبة-صداقة-صديق-أحباب-صديقي

أخذت أتجول بين منتديات نون النسوة خلال الساعتين الماضيتين، أتسول الأفكار منهن، وأبحث عن أمرٍ ملفت يخالف المعتاد، كي أسرقه وأحش فيكن، لكن لم أجد إلا المعتاد، وبشويّة تأمل، مع ملعقة فهاوة، وتمليحة ليمونة، أدركت أنك قد تكتشف جديد الأفكار من المعتاد أمامك الذي لم تنتبه له، واللي ما فهم الجملة هذي أقول له أنا متأكد أنني لن أفهمها عند نشر الموضوع، لكني –على أية حال- اكتشفت من بين معتادِ المواضيع المنشورة لنونات النسوة.. موضوعًا يستحق النظر إليه، وقد كان أمامي دائما دون أن أنتبه.

أعتقد أن غالب نونات النسوة اللاتي يقرأن مقالي هذا يدخلن النت، ويتجولن في المنتديات التي تحتضن نونات النسوة بشكل خاص، مع منع مشاركة تائين الفاعل، وعلى طاري.. أنا مستغرب من بعضهم صراحة، يعني لقيت بعض حقون تائين الفاعل يقولون ليش تمنع مشاركتنا في هذه المنتديات ومن هالكلام، يعني أنا مستغرب يا عيال اللذينا ما تتركون حركاتكم؟! فيه ملايين المنتديات العربية، بل تستطيع أن تصنع موقع خاص لك بأحسن تصميم خلال يوم واحد فقط، لكن -سبحان الله العلي العظيم- يعني ما تطن في راسك ألّا تشارك في منتدى يمنع مشاركة تائين الفاعل وخاص بنونات النسوة؟ وتسخر وتعترض إذا منعت ذابحك الحرص انت ووجهك؟! والعكس صحيح بالنسبة لبعض نونات النسوة، يعني حبكت ألا تدوّر عن المنتديات أو حتى غرف الدردشة الخاصة بتائين الفاعل وتبغى تدخل بالغصب من باب (ليش المنع؟!). فعلا.. عقول محتاجة فرمتة من جديد.

المهم.. أكيد فيه وحدة منزعجة منكن الآن وتسأل: يبن الحلال وين رحت انت، إيش هو (المعتاد) اللي لقيته في منتديات نون النسوة، واللي أخرجت منه موضوعا بفكرة جديدة؟

أقول.. المعتاد هو كثرة شكاوى نونات النسوة وخواطرهن ومقالاتهن وصورهن الرمزية وتواقيعهن حول (ألم الصداقة) و(معاناة العلاقات) وغير ذلك من الجمل والشكاوي والاستشارات التي تدور في فلك مشاكل نونات النسوة مع نونات النسوة الأخريات.

يعني وأنا أقرأ وأتمعن جتني حالة قرف تذكرني بمأساتي مع البيتزا اللي أكلتها قبل فترة وسببت لي تسمم شديدًا عشت معه ليلة كاملة على كيف كيّوفكن، الله لا يوريكن: آلام.. حموضة.. غثيان.. يعني قائمة كاملة من الآلام الحسية والمعنوية، أسقطوها على مشاعري وأنا أقرأ كثرة النياحة حول معاني الصداقة، وصديقتي كذا، وحسستني بكذا، وأنا سويت معها كذا، وصدمتني بفعلها.. وأنا جذي.. على قول حبايبنا الكويتيين.

من جهة أخرى قال متحدث.. قصدي من جهة أخرى مررت على مقالات تقدس الصحبة، وتتغنى فلانة بصداقة علانة بكل ما تعنيه كلمة تتغنى من معاني، وشوفوني يا عالم.. يا حظي بها ويا حظها بي، وتحدثت سابقا عن كون بعض نونات النسوة تجيب لي ذات المشاعر (أعلاه)، لكنها تبيّن أنها تحب صاحبتها. وفعلا.. يعني لا تزعلن، هذا التناقض بين الشكوى والفخر صفة حميدة فيكن، لكنها بنفس الوقت سيئة، اللي تسأل تقول: كيف حميدة وسيئة بنفس الوقت يا هبنقة مجلة حياة. أقول ما فيها شيء يا جحا، فيه ألحين نكهات فشار وعصير وحلويات (حامض حلو)، إيش معنى مستغربات يا نونات النسوة من خليط مشاعري حين أقرأ (الغلا) الزايد للصديقات، يعني لازم تصير على شكل منتج حتى تبلعوها يا بتوع الاستهلاك.

الصداقة ليست هي الأولوية الأولى في حياتكن، وبما أني أكره كلمة أولوية من زخم الدورات التدريبية اللي خنقتنا، خلوني أقول: ليست هي أهم شيء، ومع ذلك فإن الغلط حين تلخبط نون النسوة بين المهم والأهم، ثم تستحضر الخطأ بعد أن أساءت حينًا من الدهر وجازفت بالعمر وبحقوق أحبة هم أولى بنا من غيرنا، وكل هذا لأجل عين فلانة وعلانة.

سأشرح لكنّ.. انتبهي يااابنت معي، خلي عنك الجوال يا هيييه.. أيوة: ألحين أنا بين نظرتين، نونات نسوة انقلبت حياتهن إلى جحيم ومحبتهن إلى كره، وطمأنينتهن إلى صدمة وفوضى مشاعر بسبب توتر طارئ على صداقتها التي كانت تظنها حميمة مع فلانة وعلانة، ونونات نسوة أخريات قاعدات يعملن كرنفال محبة شديدة مع صديقاتهن، وأنهن أعز من في الوجود، وأقرب إليهن من كل الناس.. مع الاستعراض بذلك في تواقيع المنتديات والردود وغيرها.

فأنا –الله يحفظني- لما صرت بين هالنظرتين أشّرت بيدي للأجرة، وركبت التاكسي إلى عقلي وأخذت كيس تأمل، وصندوق منطقية، وعلبة تجربة.. وقوطي حقد، وأتيت هنا في عمود (أنا ونون النسوة) لأقول لكن: أن المشكلة تكمن في أسلوب الصداقة ونظرتنا لها.

باختصار: لا يصح أبدا أن تطغى علاقتك مع صديقتك، على علاقتك مع الله –سبحانه وتعالى- أولا، ثم علاقتك مع والديك ثانيا إن كانا على قيد الحياة، ومسؤولياتك ثالثًا.. وما يرتبط بذلك.

المشكلة تكمن في أن العاطفة والمحبة عند بعض نونات النسوة قد صرفت (كلها) وبأسلوب مبالغ فيه على صديقاتهن، حتى طغت على كل شيء آخر، وصار هذا الأمر مسيطرا على بعض نونات النسوة إلى درجة جعلتني أخاف نونات النسوة من قلب وأفكر بصناعة فيلم رعب عن هذا الأمر، خصوصا عند نونات النسوة اللي في الثانوية والجامعة. ترى أكبر خطأ أن تطغى المحبة على التفكير والتأني، ومتى ما جلست مع نفسك وفكرت وتأملت ووجدت أنك فعلا (متعلقة) بصديقتك.. ستعلمين أنك يجب أن تعلني حالة الطوارئ، لتعدّي حساباتك من جديد، وتقولي بصوت جهوري: لا رجوع .. إلى الأمام !

إذا لم تفعلي ذلك فستكتبين غدا شكوى في الانترنت عن صدمتك من موقف لصديقتك أو أي أمر ما طرأ منها، وأنك لم تعودي تأكلين زي الناس، وتأثرت بدراستك، وأحزنت الماما والبابا، وتحولت حياتك إلى جحيم.. ووو من الأمور اللي تجعلني أفكر بزيادة ميزانية فيلم الرعب اللي أفكر فيه(!).

لدى كل واحد منا موزاين عاطفية، يجب أن نصرف بعضها في العبادات والطاعات، وبعضها في علاقتنا بأمهاتنا بشكل خاص، وأقاربنا بشكل عام، وأيضا في مسؤولياتنا الدراسية والمنزلية والعلمية.. وغير ذلك، أما أنني أصرف كل همي وتفكيري في كفّة العلاقات والجلسات، فأنت ترتكبين غلطة عمر، فالصداقات انتقاء وثبات مع الزمن، قد تصرفه متغيرات مكانية وزمانية وأخلاقية، وكم من صداقات وصداقات حصلت لنا ظننا أنها ستبقى إلى الممات، وبذلنا لها على حساب أمهاتنا وعائلاتنا ومسؤولياتنا لكنها تلاشت بسبب ظروف الليالي والأعوام، وعليك أن تعرفي أنه لا يمكن أبدا أن تكون أسلوب الصداقة في الثانوية كصداقة الجامعة كصداقة ما بعد الزواج والعمل، حتى لو ثبت الأصدقاء، هذه هي ظروف الحياة وسنة الله فيها، خذيها مني وأنا اخو جنّي.. قصدي خذيها من مجرب يعرف مجربين(!!!).

يجب أن توازني كفّة المحبة والعاطفة لديك بين أمك ووالدك وعائلتك من جهة، وأقاربك من جهة، واهتماماتك وهواياتك من جهة، وصداقاتك من جهة، على أنّ كفّة العائلة تبقى دائما وأبدا هي الأهم، والذكي اللبيب من يهتم برأس المال.. مع عدم إهمال الأرباح، وكم من شخص أغضب أمه لأجل صاحبه، ثم مرت السنوات فصار ذلك الصاحب ذكرى سيئة اختفت تمامًا من حياتك، والأم باقية لكنها –على أية حال- قد جُرحت منكِ يومًا لأجل صديقة صارت اليوم لا تعني لك شيئا إلا ذكرى ماضية ذات نهاية سيئة.

حسنًا سأفكر بعنوان لفيلمي، وأنتن فكرن بما قلت قبل الانتقال للصفحات الأخرى.. إلى لقاء بإذن الله تعالى.

راكان عارف - عمود "أنا ونون النسوة" - مجلة حياة للفتيات

3 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. اخ راكان علاقه الصداقه عند البنات لاتطغى على علاقتهن بالله او الوالدين -المسأله تتعلق بالطبيعه العاطفيه لهن فقط وهو امر يتجاوزنه عند النضج

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله

    كما قال الاخ الذي قبلي مشاعر المرأه مختلفة عن مشاعر الرجل ..
    والصداقة امر جميل ...والانسان على دين خليله ...
    اذا كانت صداقتنا في الله ولله فمن المؤكد ان الله عز وجل يحتل الاولويه في المحبة قبل كل شئ
    ...
    ((اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك)) اللهم آآمين

    وان لم تكن كذلك فالله المستعان... فهذه مصيبة ولا تجر الى المصائب

    على العموم..الفضول في بعض الاحيان قد يرينا اشياء لا نحبها ولا تعجبنا ..يعني مهما قرأت اخونا الكاتب في منتديات نون النسوة فلن تعجبك لانك باختصار لست منهن ..
    هذا رأئي انا
    ولك رأيك ونحن نحترمه ..
    ولا يوجد احد كامل ..
    وعلى فكرة اخونا الكريم موضوعكم كان جيد وقد اضحكنا كثيرا بارك الله فيكم ...

    الى ان نون النسوة هن زينة الحياة ويكفي ان تكون امهاتنا منهن <3
    والحمد لله على كل حال

    واللهم صل وسلم على نبيك محمد

    ردحذف
  3. معذرة نسيت ان اقول انك صدقت ثم صدقت ثم صدقت
    بقولك
    (يعني لقيت بعض حقون تائين الفاعل يقولون ليش تمنع مشاركتنا في هذه المنتديات ومن هالكلام، يعني أنا مستغرب يا عيال اللذينا ما تتركون حركاتكم؟! فيه ملايين المنتديات العربية، بل تستطيع أن تصنع موقع خاص لك بأحسن تصميم خلال يوم واحد فقط)

    فعلا الامر مضحك ان فكرنا بهذا المنظور يعني القصة كلها فضول وحشرية ..

    لو كل انسان عرف هدفة في الحياة وسعى لتحقيقة وكان همه رفعة للدين القويم قبل ان يكون رفعة لبلده او لاسم عائلته لاختلفت احوالنا ولبلغنا ارتفاع النجوم في السماء ..

    الحمد لله وتفائلو بالخير تجدوه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ردحذف

إعلان أسفل المقال