جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة



لو أخذت أعدد الحملات الإعلامية والسياسية ضد المملكة العربية السعودية، وكتبتها بورقة، وعرضتها أمامك مجدولة حسب الترتيب الزمني.. حدثًا حدثًا، لعلمتَ حجم استهداف هذه الدولة، واستمرار مشروع السعي لتفتيتها.

بعض الحملات تأخذ أسبوعًا، وأخرى تأخذ أسبوعين، وثالثة تستمر لشهر أو شهرين، بعضها مبنية على معلومة عادية ومن حق بلدنا، لكن تم شيطنتها من داخلٍ متطرّف، وأخرى مبنية على معلومة حقيقية وحدث ربما يكون مؤلمًا لكنه قُدّم بغلافٍ من مبالغات وكذب وصياغة درامية، وهذا غير ما بنيت على الكذب الأصلع، وهم الأعم.

سأختم مقالي بسبب هذه الجدولة المستمرة، ولكن الفكرة الأساسية في مقالي عن الرهان الموازي لكل حملة، والذي هو رأس مالها بعد إطلاقها، والدعاية المكثفة لها، والذي بدونها فالحملة محكوم عليها بالموت بمجرد إطلاقها، وأعني بها الرهان على مطايا في الداخل يمتطونهم أيام الفترة، ويستفيدون منهم في تناقل إشاعاتهم بين عموم الناس، وترسيخها في ذاكرتهم، وشحن عواطفهم طوال فترة الحملة، من خلال الوسائل المختلفة كمواقع التواصل، وتطبيقات المحادثة وقنواتها وقروباتها وحالاتها، بالإضافة إلى مجالس الناس، وغير ذلك.

ومما تتميز به مطايا الأسبوع، أنّها وقّافة عند قناة الجزيرة والقنوات التابعة لنظامها: العربي، الحوار.. وغيرها، صِدّيقةٌ أمام قنوات اليسار وصحفهم التي فضحتها الانتخابات الأمريكية وتبين أن إعلام الصين وكوريا الشمالية أنظف منها، فما إن تقول أمامهم: نيويورك تايمز، أو رويترز، أو واشنطون بوست، أو التايمز، إلا وسجدت لـ (حقها!)، وصار عليها البلاغ المبين، مع أن كتابة (نيويورك تايمز السعودية) أو (واشنطون بوست السعودية) في محرك بحث تويتر كمثال، وتحديد تاريخها في سنوات خلت يبين لك أن كل صحف العالم التي تتعالى عليها هذه الصحف، وترفع شعار الحرية: أصدق منها، وأطهر منها، وأنظف منها.

إن وظيفة مطية الأسبوع أن يكون ثغرةً لتوسيع الدعاية ضد بلدنا، وترسيخ الكثير من المفاهيم عن بلدنا وقيادته ومجتمعه والتي نجح أعداء الخارج ومطايا الداخل في بذرها داخل نفوس الأجيال ثم سقايتها والعناية بها كي تتجذر في نفوسهم أكثر، قبل أن يأتي فارس المرحلة، ويفتّ ما ظهر منها، ويعمل لقطع ما يمكن، قبل أن يتآزر الوقت الضروري معه لقلعه تمامًا.

إنّ دعايتهم جذوة، ومطية الأسبوع نافخٌ فيها.

أخطر مطايا الأسبوع من يوصل دعاية الأعداء من خلال تغليفها بخطابٍ يدغدغ المشاعر الدينية، ويمسّ أوتار الطمع في المادة، وإثارة الضغينة على أمور الاقتصاد.

إن هذه البلاد تتعرض لحملات، وإثبات ذلك لا يحتاج إلا لذاكرةٍ حاضرة، وقلبٍ صافٍ من لوثةِ السبئيّة والثورية، وسأذكر بعض العناوين هنا، لنتذكرها سويًا:

حملة الإشاعات حول لوحة دافنشي، حملة اليخت، حملات تزعم التوتر بين رجال العائلة الحاكمة ولكم أن تعددوا سيناريوهاتها التي لا تنتهي، حملة الوعد بإفلاس الدولة خلال 3 سنوات (كانت تلك الحملة في 2016)، حملات الإشاعات التي تصاحب أوقات راحة أو إجازة الملك أو ولي العهد وهي متعددة كمزاعم الإصابة أو الوفاة ونحوها، حملات الإعلان عن مقتل العديد من المتحفّظ عليهم نظامًا لغرض بث التوتر في عائلاتهم لعل أن يصدر منها شيء أو ينتشون بردة فعل النفي من الحكومة والتي تخذلهم دائمًا لله الحمد لأنهم لا شيء، حملات السخرية على اكتتاب أرامكو وأنه (لن) يحصل، وأن تسعيرها لن يتجاوز 250 مليار، حملة تيران وصنافير التي رأينا فيها أكثر المشاهد كوميدية في السنوات الأخيرة وهو مشهد تباكي أصحاب حلم الخلافة على ما كانوا يطلقون عليها طول عمرهم (حدود سايكس بيكو الكفرية).

الحملات الشديدة التي صاحبت الإعلان عن الرؤية وكل تطبيقاتها كالضرائب ورفع الدعم، حملة طفيفة حاولوا بذرها لكنها فشلت في الانتشار عن وجود توتر ومنافسة بين شخصيات جديدة في دائرة القرار، لصناعة سيناريوهات صراع أجنحة جديدة (حيث أنهم مدمنون لاختراع قصص صراعات الأجنحة، ومن شاهد مقطع طرق السويدان في اجتماعه مع إخوان السودان عرف سبب ذلك)، ولأن هذه الشخصيات أصحاب نشاط مُعلَن وحضورهم قوي في مواقع التواصل، فقد قطعت هذه المحاولة من جذورها، الحملة التي صاحبت مقتل الفغم رحمه الله، حملة خاشقجي الذي نال مقتله من الضجيج مالم ينله مقتل 384 ألف شخص على الأقل في سوريا، من أطفال ونساء وأبرياء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخائن عمر عبدالعزيز الزهراني، وبعض من خزعبلاته، وهذا اكتتاب أرامكو قد تم، ولم يصرخ أحد (نحن نريد الطعام) كما في صورة الفيديو، وسجناء الريتز خرجوا بتسوية (وهو فعل قانوني تمامًا) وليس ببراءة، وقضية خاشقجي وكل خزعبلات وأمنيات تداول القضية والعقوبات وإعفاء ولي العهد.. إلخ.. انتهت تمامًا، ولا تدويل ولا غيره، وكل هذا الكذب على هذه الأرقام التي ترونها من متابعيه، وبعضهم لا شك أنه من مطايا الأسبوع، وطبعًا تلاحظون أنهم يقلّون كل سنة.. وهذا جيد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حملات مرتبطة بصور أو لقطات عفوية، وهذه كالإدمان عندهم (مثلًا حركة ولي العهد إذا تضايق من طاقة الثوب ورفع رقبته قليلًا مما يعاني منه أي سعودي معها إذا أغلق أزرارها.. قالوا أنها نتيجة لمرض ما، فيديو ظهر فيه ولي العهد بعد فترة راحة أثاروا فيها الكثير من الإشاعات قالوا أنه لم يحرك يده فيها وأنه قد تعرض للشلل بسبب محاولة اغتيال داخل القصر بعد سماع دوي إطلاق النار عند القصور الملكية والتي أعلن أنها بسبب طائرة درونز (ولعل بعضكم سيبتسم حين يذكر كيف كانوا يخدعونه بإشاعات ظهرت وحققت التوتر الذي يريدونه في نفسه.. ثم ذهبوا لكذبة أخرى وتركوه مع وعيه "المبهذل").

حملة جاستا التي صارت مثل قصة (الخبل الذي لا ينسى سالفته)، إذا أحسوا بحُبْسة في إبداع أي شيء جديد عادوا إليها، حملة (ترامب حلب السعودية) التي صاحبت صفقة الأسلحة التي كانت سياسية وإعلامية ولم يصرف منها لقاء السلاح إلا 10 مليارات وحملاتهم أيام انتخابات ٢٠١٧م والتي كانوا يقولون فيها ويصرخون: جاءكم ترامب، ثم حملاتهم المشابهة في هذه الانتخابات والتي صار فيها ترامب حبيبنا، وهزيمته يجب أن تحزننا، وصار الشعار اليوم: جاءكم بايدن. الحملة التي صاحبت  التوتر ضد كندا المتعالية والتي وصموا فيها بلدنا وقيادتنا بالتهور وعدم العقلانية وتوريطنا في مواجهات إلخ إلخ مع أن خطاب وزيرة الخارجية الكندية كان متعاليًا وبصيغة الأمر وفي شأن ملف داخلي، وكان من أبغض ما مر علي من تعالي في عالم السياسة، وليتها من أمريكا أو الصين أو روسيا، بل من كندا، التي كان يصورها إعلام أمريكا دائمًا كصورة كاريكاتيرية هزيلة تجمع بين أمريكا وبريطانيا، ولو لم تقاطع السعودية كندا لقالوا أننا أذلّة أمام إهاناتهم، وكيف نصمت أمام هذه التصريحات المذلة.

حملة اعتقالات الريتز وتحديها بأن المتحفظ عليهم سيخرجون ومعهم كامل أموالهم وإنما هي بروباغندا لصالح المرحلة الجديدة، وأثبتت الأيام أنها كانت حملة حقيقية آثارها شهد بها العالم، وكانت الطلقة التي بدأت بها معركة الفساد، الحملات التي صاحبت سفر أحد كبار العائلة المالكة للندن، وإنشاء سيناريوهات (مقليّة كوجبة سريعة لإدراك سفره) أنه بصدد إنشاء معارضة خارجية مع أمير آخر في فرنسا خلال ستة أشهر (كان هذا قبل ٣ سنوات).. إلخ، وطبعًا رجع الأمير من إجازته.. ونسي مطلقو الحملة الموضوع، وتركوا مطاياهم وراء ظهورهم كالعادة لإراحتها قبل الحملة الجديدة، الحملة التي صاحبت هروب إحدى الفتيات وكانت على جهتين (داخليًا يقولون أن هذا بسبب ما يسمى بالتغريب، وخارجيًا يقولون أن هذا بسبب الكبت).

الحملات المتعلقة بأراضي نيوم، وتثمين الأراضي، وقوانين السعودية فيها متطابقة مع قوانين العالم كله ومع الشريعة في إلزام تسلّم الأرض إذا كان المبلغ معقولًا في المقابل، وهي عدة حملات متقطعة، الغرض منها إثارة البلبلة والفتنة في مسألة قانونية عادية.

وطبعًا، بما أن الذكر قد مرّ على مدينة نيوم، فلا بأس أن أذكركم بحملات رَبْطها بصفقة القرن، وأن ظاهرها مشروع سياحي سعودي وباطنها ترحيل الفلسطينيين لها بالاتفاق مع مصر، وطبعًا كلنا رأينا الصفقة في نهاية الأمر، وكلنا رأينا خريطتها، وكلنا رأينا ربط السعودية ومصر رأيهم بالصفقة برأي الفلسطينيين (وقد نشروا بيانهم وهم يعلمون رأي الفلسطينيين بالرفض)، وفي النهاية لا سيناء لها علاقة، ولا نيوم جزء منها، ومرت جعجعة سنوات من الخيال العلمي والتهيؤات عن هذه الصفقة والتي كانوا يبثونها من استوديوهات بينها وبين سفارات اسرائيل في بلدان كفلائهم عدة كيلومترات، لكن لماذا يبالون بك وبتصديقك لهم وبالساعات التي تصرفها لحلقاتهم وهم يبذرون خيالاتهم الكاذبة في وعيك؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



انتهت خزعبلات: أصل سبب بيع تيران وصنافير كي يجعل للسعودية واقعًا للتعامل مع اسرائيل. وكأن قطر احتاجت لصفقة قرن سرية حين طبّعت قبل 20 سنة وأتت بشمعون بيريز ليصافح القطريات داخل قناة الجزيرة، وكذلك عمان والأردن ومصر والمغرب وكل الدول المطبعة باختلاف درجات التطبيع والذي نراه من حقها شرعًا وتاريخًا، وانتهت: أصل مشروع نيوم هدفه تسكين الفلسطينيين فيه بحجة توفير عمل، ورأينا صفقة القرن والمنطقة الصناعية جنوب غزة وضمن حدود فلسطين والتي توفر لهم فرص العمل، والسعودية دولة ذات سيادة لو رأت في الصلح والمهادنة خير لحق لها ذلك حقًا تاريخيًا كغيرها من أمم التاريخ مسلمها وغير مسلمها، والدولة العثمانية اتفاقياتها مع بريطانيا ووقوفها معها في بعض الحروب كانت وبريطانيا تحتل بلاد المسلمين، لكن الخائن لايبالي، بل يهمه عمله ولقمة الحرام والتي يحصل عليها بالكذب المتتابع والمتكرر كما قام به هؤلاء.. وانتهوا ومعه انتهت الأوقات الذهبية لتابعي الجرس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الظريف أنهم في ذات الوقت كانوا يقولون أن المشروع وهمي وأن أمواله ذهبت لولي العهد، يعني إذا جاء سياق صفقة القرن صار المشروع حقيقيًا، وتبنيه السعودية على حساب (أموال الشععب.. لصالح الصهاااينة)، وإذا ابتعد عن هذا السياق صار مشروعًا وهميًا ولم يصرف عليه ريال واحد، وأنه (فنكوش)، وأظرف من ذلك هو العقل الذي رضي عليه صاحبه التصغير حتى يعبث به هؤلاء لأنه لا يَجمع السياق وينسى بسرعة، ويندهش بسرعة كذلك، أشد من سرعة الضوء.. وسريع الاندهاش هذا هو أفضل مطية لإشاعاتهم.

ولا ننسى حملات التطبيع الوهمية، والتي غالبًا ما تحصل إذا حصل نشاط تطبيعي بين قطر واسرائيل، أو بين اسرائيل وتركيا، فجأة تخرج حملات تقول أن هناك مسؤولين سعوديين قابلوا مسؤولين اسرائيليين في يخت بالبحر الأحمر، وهذه طريقتهم من قديم، بتقليدٍ لأسلوب كفيلهم، رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم، والذي كان يصرف سؤال (لماذا تطبعون مع اسرائيل؟) بتوجيه ذهن المشاهد إلى نظريةِ مؤامرةٍ تجذب لذة الغموض في المستمع، فيجيب (احنا نطبع من فوق الطاولة أحسن من أن نطبع من تحتها) فينسى المتابع البسيط السؤال وجوابه (لماذا؟)، ويذهب تفكيره إلى: من هذا الذي يطبع من أسفل الطاولة؟ دون أن يفكر لبساطته أنه لا يوجد شيء اسمه تطبيع من تحت الطاولة، لا عقلا ولا منطقًا، وثانيًا الدول تخاف من ماذا؟ وقطر طبعت ولم يحصل لها شيء من الأوهام التي بذرت في عقول الناس، وبسبب ذلك حَرَّموا على الدول ماهو حلال في الشرع والتاريخ منذ صلح الحديبية التي صالح فيها نبينا صلى الله عليه وسلم قريش والحرم بين أيديهم والأصنام تملؤها.. لكنها حملة، والحملة هدفها ((شيطنة)) السعودية، النقاش هذا عندهم غير داخل الموضوع أساسًا، كُن مطيّة أسبوعنا هذا.. وفقط، هذه مهمتك.

حملات تزعم التوتر أثناء زيارة ولي العهد للكويت، وأن هناك خلافات عميقة نتجت عن تلك الزيارة (الفاشلة)، ووصل الأمر إلى صناعة حوارات تخيلية بكون سمو ولي العهد قال: (هينة يا كويت) حين وقف أمام باب الطائرة، وطبعًا -كما تعرفون الآن- وقّعت السعودية مع الكويت اتفاقية الحدود وعاد الضخ، في جو ودي وأخوي، وفعلًا طلعت هينة، أي يسيرة، ولو لم يقلها، أما الهوان فهو مصير المطايا التي تتبع جرس هؤلاء الحمير.

*           *           *

أما أذرع هذه الحملات، فمن غيرهم بالله؟ هم من تتابعهم وتبيع أثمن شيء في حياتك لهم، وهو وقتك.. ووعيك.. ومع ذلك تستمر بتتبع هذا الوهم!! بل وتصديقه، وبناء مصطلحاتك وأدوات تفكيرك من خداعهم المستمر لك.

ألا تصدقني؟! أتدري من الشاهد معي في هذا الزعم؟! أما وإنك لو دُرت العالم كله، أقصاه وأدناه لتبحث عن شاهد، لن تجد أصدق من شاهدي هذا.

الشاهد هو (أرشيفهم).. ارشيف قناة الجزيرة، وبقية القنوات المشابهة، ومجتهد، والعهد الجديد، وغانم الدوسري، وعمر عبدالعزيز، وسعيد الغامدي، وعبدالله الشريف، وجوشو، والنفيسي، وغيرهم كثير مِن باعة الوهم، الذين يقولون لك علنًا أنهم يتعاملون مع دولة معادية لبلدك وتحوي كل العيوب والمكفّرات التي ينسبونها لدولتنا الموحدة الرصينة العريقة، ويقبضون منها الأموال، قالها عمر عبدالعزيز علنًا، عبدالله الشريف ظهرت مقاطعه وهو يركب اللكزس في قطر، ويفتخر بأنه تحت حماية الاستخبارات هناك، والمسعري، يقولها ويكررها بكل فخر، وأنه سبق وأن استلم مع الفقيه 300 ألف جنيه استرليني (مليون ونصف ريال)، وما علّفهم النظام القطري إلا ليتفرغوا للثرثرة على بعض سكرجية الاستراحات والفاشلين في حياتهم أو الذين ارتضوا أن يرهنوا علمهم وعبادتهم وسنوات من الكفاح لتصوّرٍ عن الواقع يستوردونه من أي جهة في الدنيا.. غير بلدهم، وينساقون مع وَهْم قدرتهم على مواجهة الدول وقيادة الشعوب، رهنوا عقولهم لهؤلاء الذين يحملون المعنى الكامل لوصف (الخيانة العظمى)، ولك أن تبحث في قوانين الدول من شرق العالم لغربه لتعرف ماذا يصنعون بصاحب هذا الوصف، أما في الإسلام.. وفي الدول الرصينة الصلبة التي ليست وركًا على ضلع (كما يُراد لها) فحلّهم السيف.. ولا شيء غيره، وهو قليلٌ في حق هؤلاء الخونة.

وللمعلومية، بعض هؤلاء الخونة أدرك خطورة أرشيفهم على سمعتهم ولقمة عيشهم، وأنه قد ينعكس عليهم لذلك حذفوه كله من أماكن النشر، كما فعل سعد الفقيه (مجتهد) في حذف غالب ارشيفه الذي كتبه في عهد الملك عبدالله، وكذلك فعل في قناته الإصلاح، حيث أنه حذف ((كل)) ارشيفه في يوتيوب، وأعاد نشر منتقيات عامة منه، أما تحليلاته لأحداث السنوات الماضية فقد حذفها، وإذا رجعت لن تجد إلا إضافات عمرها سنة واحدة فقط، ومن يتابع هذا العميل سيعلم أن ارشيفه في يوتيوب يعود لأكثر من عقد من الزمان، ومع ذلك ستجد مقاطع قديمة له عن طريق حسابات الحمقى الذين يعيدون نشر انتاجه، وستجد تحليلاته المضحكة عن اقتصاد المملكة وحرب اليمن.. إلخ إلخ، والتي كان يعلم جيدًا أنه يكذب فيها، لكن من هدفه الإرجاف.. فالكذب ركن أساسي في عمله.

*           *           *

يا أيها القارئ الكريم.

الخيانة ليست خيارًا، وليست اجتهادًا من طالب علمٍ له فيه أجرٌ إن أخطأ، مرحلة الضغوط والفوضى والانحناء للعاصفة والحِلم الواسع التي مررنا بها في العالم العربي والشرق الأوسط تحديدًا جعلت البعض يظن أن الخيانة مجرد خيارٍ آخر، أو تجربة حياة، أو أمرٍ فكري قابل للمراجعة، لا، أبدًا، الخيانة تعني أنك اقترفت جُرمًا مسؤولًا عنه وعقوبته في بلدان العالم بين الإعدام والسجن المؤبد، ولو كان لك عشرة أنفس ما تطهرت من هذا الجرم، الخيانة قبيحة، والخائن قبيحٌ ولو رفع المصحف على رأسه وجمّل لسانه بقال الله تعالى وقال رسوله صلى الله عليه وسلم، هذه دولة وكيان صعب أن يتكرر مثله في التاريخ، وهذا القول ليس عبثيًا، بل ألف باء التفكير عند كل عاقل يتأمّل مسيرة الجزيرة العربية منذ نقل عاصمة الخلافة عنها، وزاده محبّة وولاء في القلب أن بدائله عكسه تمامًا، كما أنها عكس الأمن بأنواعه، وعكس الضرورات الخمس، أنا كشابٍ من أصولٍ بدوية في الجزيرة العربية أشعر بامتنان عظيم جدًا لرجال آل سعود وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود، ومن ثم الملك عبدالعزيز رحمهما الله، فقد راهنا على منطقة لم يراهن عليها الأمويون ولا العباسيون ولا من بعدهم، مع أنها لا تختلف في زمانهم الأول عن حالها في أزمنة أولئك، كمنطقة صحراوية صعبة الحكم والاستقرار، لكنهم راهنوا عليها.. وحقق الله أمنياتهم فيها، وزاد في نعمه وخيراته أوسع من ذلك بفضله ورحمته، ثم يأتي ابنٌ من أبناء هذا البلد، وينصت -في أوقات فراغه المحاطة بخير هذ البلد- بعقله لأقذر الناس وأوسخ الناس وهم (الخونة) إذ يقنعونه أن بلده شر البلدان دينيًا واقتصاديًا، وأن قادته شر القيادات، وأن علماءه شر العلماء، وأن جيشه وعسكره شر الجيوش والعساكر!! ثم يأتي هذا الشاب ويبيع، بل والله يتبرع بوقته للاستمتاع بكذبهم!! بل وبث خلاصته في كل مكان؟! إذا لم يكن هذا من كفر النعم، فلا كفر للنعم.

ولك أن تطالع هذه المقالة من الموسوعة السياسية لتعرف ما يصنع هؤلاء بمملكتنا، وسيجيب عن سؤالك حول الفائدة من الحملة تلو الحملة دون كلل ولا ملل، وتراجع نفسك وتتأملها ثم تصرف هذا الوقت الثمين لتكون جنديًا لهذا البلد.. وبذلك تكون وفيًا.. ومواليًا.. ومدافعًا عن أمنه، أمنه الذي تمتد حدوده من موضع قدميك.. إلى قصر الحكم.. ويتقاطع مصيره من قلب ابنك لقلب أبناء مسؤولي هذا البلد من أمراء ووزراء وعسكر وغيرهم، وتوسعًا إلى حدوده الجغرافية.. فمصيرنا واحد جميعًا.. إنّ حبلًا شائكًا يُقطع في أطراف منطقة الحدود الشمالية، سيؤثر في أمن أقصى الجنوب، هكذا علمتنا سنن التاريخ في قرنيه الحالي والماضي.

وإلا فإني أخشى أن تجعلك الأيام تُصدق هذه البديهيات -التي يحاول أهل الفتن باسم الدين أن تغفل عنها- كما صدقها العراقيون وترحّم شيعتهم قبل سنتهم على صدام حسين رغم سوء إدارته للأمور وتهوّر قراراته، فكيف وقد أنعم الله علينا بهذه العائلة الكريمة التي أبانت الأيام القاسية عن حقيقة معدنهم (كما حصل في كورونا، ووقت انهيار أسعار النفط)؟

طالع ما يلي لمعرفة ما يطمعون به من وراء هذه الحملات المتتابعة:




ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

إعلان أسفل المقال