جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الدردشة-الشات-ضياع-الوقت-العمر

هل تعلمون أنني أفضل غرفتي التي في شقة العزوبية بالقصيم (مكان الدراسة).. على بيتنا برفحاء؟! وذلك أن غرفتي التي كانت تقبع في إحدى زوايا بيتنا الرفحاوي قد ذهبت إلى رحمة الله بفعل فاعل بحجة توسعة البيت وترميمه.. ووجدتني أشحذ أخوتي مكانا في غرفتهم العلوية.. لكني لم ألبث إلا قليلا لأهرب نحو مجلس النساء الخاص بالمناسبات العامة، وهو غرفة واسعة لا تفتح إلا للمناسبات.. وبعد عزّ الغرفة الخاصة صرنا إلى ذل مجلس لا أحس فيه بخصوصية الغرفة، رأس مالها "عزومة" تقوم بها أصغر نون نسوة في منزلنا حتى أجدني "مكروشًا" مؤقتا لحين انتهاء حالة الكرم الحاتمي التي تتنزل على نونات النسوة.

وفي بداية هذه العطلة دخلت منزلنا قادما من القصيم بعد انقطاعٍ للدراسة ومن ثم الاختبارات، فوجدت أخي المراهق قد تفرق عن غرفة أخي الذي يكبره لأنه يبحث عن جوه الخاص فلم يجد إلا ذلك المجلس ليكون "زميلي" فيه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله، كانت هناك نصف خصوصية.. وذهبت هي الأخرى.

ولأنه قد نجح في الاختبارات فقد أهدي له جهاز محمول يفوق مواصفات جهازي كثيرا (اللهم لا حسد ولكن غيظ!)، وهكذا الأمر بالنسبة لأولاد عمنا. وأشهد أنهم لم يستفيدوا من تلك المواصفات شيئا.. ورأس مالهم جهاز (كينويد!) ويخب عليهم بعد لأنهم لم يعرفوا من مليارات المواقع إلا موقعًا واحدا.

السبب في ذلك أن الوقت الذي يتلو صلاة الفجر يكون فيه موعدهم الجماعي الذي يكاد يكون مقدسًا بالنسبة إليهم؛ إذ يجتمعون في المجلس.. والاهتمام الطاغي على الوقت.. وعليهم، هو البحلقة في الحاسب المحمول.. والانغماس في موقع واحد يجمع غرفًا كثيرة للدردشة.. وجميع الانفعالات التي يمكن أن تتخيلوها يمكن أن تلحظوها في ملامحهم.

المشكلة أن هذا الأمر يستمر في اليوم والليلة، فأخي (زميلي في الغرفة!) يظل طول يومه مندمجا في عالم الدردشة الصوتية والكتابية.. منصتا بكل خشوع وتقدير، ومشاركا بحذر، وأنا من النوع الذي يكره أن تفوته متعة مناسِبَةٌ يمكن أن أحصل عليها ولكن لا أفعل لأني أجهل ماهيّة المتعة فيها، يعني -باختصار- أثار هذا الاهتمام البالغ من قبلهم غيرتي، فقررت أن أستفسر عن هذا العالم مع أن أول دخولي للنت عام 1420 أو 21 هـ -نسيت الضبط- كان عبر بوابة الدردشة الكتابية/الصورية من خلال بعض البرامج، وكنت أدخل فيه مع خالي الشاب.. ولكن للمشاغبة فقط، وكانت الدردشة على طريقة المجلات المصورة (ميكي ماوس.. ماجد.. باسم.. ونحوها) بحيث تختار من مئات الشخصيات الجاهزة رسمًا شخصية واحدة، ولك خيارات لملامح الشخصية بعد كتابة الجملة (غاضبة.. فرحة.. متوترة.. ونحوها) ولكل لمحة عدة أشكال.. وحين تشارك تظهر الشخصية وفوقها بالون كتابة فتحس أنك تصنع مجلة كاملة من القصص المصورة، كان الأمر ممتعا للغاية.. وكأي لعبة أخرى، تأخذ وقتا معينا ثم نمل منها.

إذا أردت أن تتعلم شيئا معينا فلا تسأل من يعرف عنه فقط.. ولو كان خبيرا به؛ بل ابحث عمّن يعرف عنه كل شيء وهو -فوق ذلك- يتملّك قلبه وروحه ووقته، حينها لن يعلمك فقط.. بل يحدثك عن كل صغيرة وكبيرة فيه، وسيكون من دواعي سروره أن يفتح لك طريقا لتجربته طمعًا في أن تحب هذا الاهتمام قناعة منك بسببه.. كما يحبه ويعشقه.

لم يكلف الأمر إلا استفسارا صغيرا جدا عن سبب هذا التعلق بعالم الدردشة، وجدتني بعدها أحس تماما كما يحس أخي الصغير أو ابنة أختي حين أقبلهما قبلة قوية وطويلة (ذابحني الحنان يعني!) وهما يحاولان التفلت مني باللتي واللتيا كما يقولون.. ولكن بلا جدوى. أخذ أخي يهذّ المعلومات هذًّا، وأنا ألمّح له: والله فهمت يالدحمي.. والله فهمت.. بس فكّنا.

بعد صلاة الفجر من يوم غدٍ قررت أن أدخل عالم الدردشة الصوتية وأتفرغ له في الساعات الأولى من ذلك الصباح.. ويا للهول !

لقراءة الجزء الثاني:

6 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. جميل بل رائع يا راكان
    بانتظار التتمة ..

    أما الخصوصية فلم أحظى بها طوال حياتي , فمن غرفة اقتسمها مع أخي إلى بيت الزوجية ...
    مع أنني شخص أُحب الخصوصية بل أطرب لها إذا حلت بضع أويمات


    محبك
    أبو محمد الرجل الذي تحداك في البلاي ستيشن ولكنك هربت :)

    ردحذف
  2. لا أصدق ماي آيس؟
    أبو محمد ما غيره؟!!
    أهلا وسهلا والسلام عليكم.. وتحية منا..
    أقصد: أهلا وسهلا بأبي محمد.

    البارحة تذكرتك الله يذكرك بالخير.

    أنا لم أهرب يا عزيزي ولن أهرب.. فأنا واثق من نفسي، لكن البلايستيشن هي التي هربت.. يعني متقاطين أنا وواحد فيها وهو ياخذها متى ما راح وجا.. على كيفه.

    شوقتني لبريدة.. وشقتنا ! :"(

    ردحذف
  3. سلّومة الأئرع3 أغسطس 2009 في 2:16 م

    ولك عين تتحدى الخلق عقب ال 14 ياظالم .. أنا أعلم أنك لن تنشر التعليق وهذا هو ديدنكم أيها الظلاميون >>>> وين يابو الشباب ... تصدق أنك شوقتنا للدردشة مع أني نادر ما أدردش مع حد ... أدردش مع مين ياحسرة !!!

    ردحذف
  4. نعم لي عينين.. والـ 14 كان مقابلها 7.
    الفارق سبع يا سلوم، مو مثل بعض الناس.. اهتزت شباكه تسع مرات مقابل لا شيء ضدي [ 9 - 0 ] (تستطيع أن تجعل مكان الصفر فراغا للمتعة :) ) .. إذا أردنا أن نتفرغ لقوم أهديناهم صفرا.. .

    وبعدين.. أنا عندي عيال..!

    ردحذف
  5. أبا عبدالله
    اشتقنا لك , وأنت من القلائل التي أدعو ألا ينجحهم من الجامعة , لأن النجاح معناه مغادرة القصيم إلا إذا كنت متفوقًا وستكون معيداً فهذا شيء آخر على الرغم من استحالته :)

    إذا أتيت لبريدة عطني تلفون والجهاز جاهز , كنت متخوف قبل ذلك لكن بعد فضيحة الـ 14 فأنا مستعد :)

    أبومحمد

    ردحذف
  6. صدقني.. لكل جواد كبوة يبو محمد.. إنت لا تركز مرررة.. وبعدين الـ 14 يقابلها 7.. الفارق سبعة فقط، وانتقمنا بالـ 9 - 0 بفارق تسعة صافية.

    أما الإعادة في الجامعة فممكن يغفلون عن السجل الأكاديمين تبعي ويحطوني معيد.. أو ضعها مع المستحيلات الثلاثة: الغول والعنقاء والخل الوفي.. وراكان عارف معيدا.

    تحياتي لك من رفحاء.. .

    ردحذف

إعلان أسفل المقال