جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

فن-المسرح-المسرحي-مسرحيات-مسرحيون-وجوه-ضاحكة-عابسة

تحدثت في موضوع [ المُحَبِّر ] عن عشقي للمسرح.. وكتبت شيئا من تجربتي الجميلة في هذا المجال الممتع، لكنني لم أكتب يوما عن أجواء العمل في المسرح من أول اجتماع وحتى الخلود إلى النوم بعد عرض المسرحية على الجمهور.

لعلي أتحدث قليلا عن بدايتي في المسرح، والذي لم أشارك به إلا في فترة متأخرة (ثاني ثانوي في عام 1422هـ).. ولم أكن أفكر قبل ذلك بأني سأخوض غمار التمثيل المسرحي أو غير المسرحي إطلاقا، فهو أمر لم يكن عن رغبة تتملكني سابقا، وإنما جاء كسدٍّ لثغرة احتجنا لها، وإحساس مفاجئ بالقدرة على أداء دور معين.

كان ذلك في الحفل الختامي للتوعية الإسلامية لعام 1422هـ، أو قبل الحفل.. أي أثناء التجهيز له. ثلاثة أُسَر.. كل أُسْرة لها رائد من المدرسين (وليس من الطلاب)، وقد كان هذا الأمر غريبا وقتها، إذ المتعارف عليه أن الرائد يكون من الطلاب فقط، لكن في ذلك الموسم حصلت طفرة في عدد المدرسين الراغبين بالمشاركة في أنشطة التوعية الإسلامية مقارنة بغيرها من الأعوام التي يفر فيها المدرسين من أي نشاط مدرسي مع بالغ الأسف، ولعلي أعترف أن التوعية في ذلك الموسم لم أعايش مثلها بما يتعلق بالجوائز والأنشطة والتنافس: أنشطة ثقافية.. إنشادية.. فيديو كليب إنشادي.. مخيمات.. رحلات متنوعة، بعد تلك الأيام الجميلة كنت أردد: ياليت كل رواد الأسر مدرسين متعينين للتو.. كان صارت علوم كالتي عايشناها في تلك المرحلة سقى الله أيامها.

المهم.. كانت أسرتنا تجهز لأنشطة متنوعة في ذلك الحفل الرائع والمحزن، إذ هو إعلان نهاية أنشطة ذلك الموسم الذي لم يتكرر أبدا. ومن ضمن الأنشطة التي أقيمت عرض مسرحي تصويري، أي: مسرحية تعرض على الجمهور على التلفاز بعد تصويرها دون حضورهم، فالممثلين يعرضون المسرحية على خشبة المسرح لوحدهم ولايوجد أمامهم إلا المصور ثم تعرض أثناء الحفل، كانت فكرة غريبة.. لكنها مميزة. المسرحية بعنوان (الفارس العربي)، وقصتها تدور حول شخصية زعيم دولة دكتاتوري.. وأحداث مختلفة ومضحكة تحدث بينه ومعه وزيره الذي يمارس وظيفة (ترقيع) تصرفات الزعيم الساذجة، وبين السفراء والشعراء والزوار من الشعب الذين يقفون أمامه في البلاط. ذلك الزعيم (لك عليه) أي أنه (ساذج جدا).. ووزيره ذكي للغاية، وبين سذاجة الزعيم وذكاء وزيره ووجود الضيوف استمتع الجمهور بتلك المسرحية.

الدور الرئيسي في هذه المسرحية قد أوكِل لأحد الأخوة مما لا ناقة له ولا جمل ولا سهم في موضوع المسرح كله والتمثيل بأنواعه. هو مبدع في الإشراف الرياضي، ويبدو أنه قد غُصب غصبا على الدور، فكان يبدي امتعاضه ويصرح بأن الدور صعب.. ونحو هذه الأعذار التي يقصد من خلالها التفلت من التمثيل. وقتها كنت قريبا من فرقة المسرح لأنني في ذات الأسرة أقوم مع بعض الأخوة بأعمال ثقافية تخص برنامج الأسرة في الحفل، لكني تركتهم بعد أن لاحظت ما يحصل لأخينا الممثل وقد أحسست برغبة عجيبة لأداء الدور، توجهت بلا إرادة ووقفت أمام لجنة المسرح وعيني تصرخ لهم بأني قادر على أداء هذا الدور.. وأرغب بأدائه حقيقة، يعني (من الباب للطاقة).. فأظهرت شيئا من التلميح كان بالنسبة لصاحبنا المغصوب على الدور طوق نجاة.. أو مخرج للطوارئ، فصرخ: (شكل راكان يصلح للدور.. تعال بالله.. مع السلامة!).

قمت بأداء الدور فأعجب المشرف الأستاذ ياسر العشري بي ودخلت العرض.. وكانت الانطلاقة، بداية بالتوعية ثم مرورا بأعوام المراكز الصيفية منذ عام 22هـ وحتى العطلة الصيفية الماضية، إذ (شلّحتُ) مسرحية الفارس العربي وجعلتها من ثلاثة أجزاء، وعرضتها في المركز الصيفي الخاص بطلاب الحلقات عام 1422هـ، ثم داومت على المسرح الصيفي، وصولا إلى المسرح الجامعي الذي شاركت عبره في المسابقات المسرحية المرتبطة -فيما بعد- باختيار الممثلين للمشاركة في الأنشطة المسرحية والتلفزيونية المتعلقة بالجامعة وغير الجامعة كذلك، وفزت مرتين في مراتب متقدمة لله الحمد والمنة، وأيضا اخْتِرت بعد ذلك لأداء الأدوار الرئيسية في أنشطة الجامعة المسرحية.. ثلاث مرات، آخرها في الفترة الماضية إذ اختاروني للقيام بدور رئيسي في مسرحية لا زلنا نعيش في بروفاتها.. وعنوانها (محاكمة الشيطان).. ملهاة هادفة

صورة قبل عرض آخر مسرحية قمت بها في المراكز الصيفية (مفطّح بلدي)، من اليمين: أنا.. وأخي الحبيب راكان مطير بطل (تكتكة).. والفاضل حميد الطرقي (أحد أبطال أبو طواري) والأخوة الحميدي عواد وفهد الشمري، وقد شرفنا بحضور الكاتب المعروف محمد الرطيان الذي أعجب بها كثيرا.

البروفات

ولازلت أقول وأردد أن البروفات أجمل بكثير من عرض المسرحية (إذا كانت تعرض لمرة واحدة) ولا مقارنة بين أجواء البروفات الرائعة وبين الأجواء التي تصاحب العرض المسرحي أمام الجمهور إلا في اللحظة التي ينفجر فيها الجمهور ضاحكا.. هنا ننسى البروفات وأبو البروفات ونستمتع بتلك اللحظات الفاتنة.

من الأمور السلبية في البروفات

- عدم تعاون الممثلين كإهمال حفظ النص قبل أداء البروفة.
- الغياب أو التأخر.. وكما يردد علينا الأستاذ عيسى الشلاحي مخرج مسرحياتنا الجامعية: إن الذي يتأخر يخطئ بشكل فظيع في حق نفسه وأخوته. وقد صدق.. فخطأ المتأخر ومن يغيب بلا عذر خطأ متعدي على بقية الممثلين وعلى المسرحية ذاتها.. وهذا الخطأ يزداد فظاعة حين يكون الغياب في وقت العرض، مع أن هذا الأمر لا يحصل غالبا إلا لصاحب عذر مقنع، لكن هذا الصاحب يصبح المطلوب الأول لدى المخرج والممثلين والجهة المسؤولة إذا كان عذره: نوم.. أو نسيان.. أو أي أمر تافه كان يستطيع تجاوزه أو تأجيله.
- الغيرة والحسد.. وهي من آفات المجتمع بشكل عام، وتحوم هذه الأمور حول حِمَى التنافس في اختيار الأدوار والتواجد أكبرَ قدرٍ ممكن أمام الجمهور، أو من ناحية الازدحام على الدور المضحك، والحمدلله أن حصول هذا الأمر نادر جدا.. لكنه يحصل على أية حال، فالبعض يدع القناعة واحترام النفس في مكان ما، ثم يتطاول على المؤلف والمخرج وزملاءه الممثلين لأنهم لم يجعلوه: الحاضر.. المضحك.. اللطيف.. من أول المسرحية إلى آخرها.. وهذا مرض وآفة.

لطالما سِرت على قاعدة جميلة فيما يتعلق بهذه المشكلة، تجاوزت بها الكثير من الظروف السيئة التي مررت بها مسرحيا، وهي: (القناعة بالدور.. أو الانسحاب) أما مصادمة المؤلف أو المخرج في دور أعطاه لزميل لك فإنها لا تنفع أبدا بل تضر مهما كانت قوة حجتك، إن كان الدور مقنعا بشكل عام فلا بأس به.. المهم أداءه على أكمل وجه، بغض النظر عن أي شيء آخر، لكن لا تجعلك هذه القناعة مسكينا يوافق على أي دور يعرض له، خصوصا إذا كان من باب التكرّم منهم وأنت قد تجاوزت هذا الأمر بعض الشيء، وتستحق أفضل منه، إذا وصلت الأمور لهذا الحد عليك بالانسحاب من الأجواء كلها أحيانا.. مع الاحتفاظ على احترام الجميع ومحبتهم وتقديرهم، بدون مشادة ولا إثارة للنفوس، بل تسريح بإحسان.. من نوع آخر طبعا، على حد قول الشاعر:

ونفسك أكرمها فإن ضاق مسكن *** عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا

عليك أن تعرف نفسية المؤلف أو المخرج وذوقه في اختيار الممثلين، فبعضهم يفتنهم الممثل الذي يجيد التمثيل بشكل عام، وبعضهم يُعجب بالممثل الذي يجيد التقليد والخروج عن شخصيته، وآخر يحب الممثل لأن شخصيته أساسا تصلح لكل دور.. ومن هنا عليك أن تتقبل أي اهتمام من قبله على حسابك.. بما أنك صرت تحت مسؤوليته بطوعك.

إن توفرت الفرص في مكان آخر.. فحيهلا، وإلا فما صبرك إلا بالله، وأخوك في الله يتمنى أمنية عظمى أن يتحقق له المسرح أو المحضن -بشكل عام- الذي يستطيع أن يحقق حلمه في إقامة عرض للمصارعة الاستعراضية الحرة.. فإنني وإن كنت فعلت هذا الأمر سنوات متتابعة إلا أنني لم ولن أشبع منه فهو فتنة لم أستطع الانفكاك عنها.. وليس بين يدي أمثالنا إلا الصبر.

هذا بوستر مسرحية (صيف ساخن 1) والتي أقيمت عام 27هـ من اليمين أخوكم والحبيب راكان مطير (بطل فيلم تكتكة) والأخ العزيز منصور الضبعان (أحد أبطال مسلسل أبو طواري وشقتكو2)وشارك معنا أخونا حميد الطريق (أحد أبطال مسلسل أبو طواري)

العرض

يوم العرض هو يوم التوتر العالمي: المخرج متوتر.. الممثلون متوترون.. الجميع لابد أن يتذوق شيئا من طعم التوتر، فالحجاب الباطن لابد أن يهبط هلعا من لحظات العرض ودقائقه.

قد يسأل سائل: إذا كان النص محفوظا 100%، والمسرح جاهزا 100%، والممثلون متواجدين، وكلٌّ قد حفظ دوره وحركته على تلك الخشبة.. لم الخوف والهلع؟!

قلت: [ الغفلة ]. فأنت تحفظ نصك بلاشك، لكنها تلك (التتنيكة) التي تزور رأسك فجأة فتنسى معها مشهدا ما أو جملة محددة هي المفتاح لجزء مهم في المسرحية، فيختلط الحابل بالنابل.. وبالعامي الفصيح: ناكل هوا. وقد حصل هذا معي مرتين.. الأولى حذف حوار شبه مهم يتعلق بالمسرحية، والآخر كان من المفروض أن أدخل المشهد وأنا ألبس معطفًا يحوي أغراضا مهمة بُني عليها جزءٌ من المشهد.. فانسحبت تدريجيا وبتوتر ثم أتيت بالمعطف بعد أن أكلني صحبي بعيونهم، ولسان حالهم: تبا لك.. ولمن عرّفك على المسرح.

مشكلة هذا النسيان المفاجئ أنك لاتدري ماسببه، لا شك بأنك في يوم العرض قد طبقت المسرحية مرتين على الأقل.. ولم تنسى حرفا واحدا فلماذا الآن؟!!

صورة مع الممثل المبدع حمود العديم (أبو ملوح) من مسرحية (صيف ساخن 2) عام 28 هـ لا تسألوني عن القبعة.

موقف محرج

من المواقف المحرجة التي حصلت لي في عروض المسرح ارتطام ركبتي بزاوية حديدية إثر مشهد حركي سريع، كاد أن يغمى علي من شدة الألم.. ولا أدري كيف أكملت المسرحية.. وحينما اطلعت عليها في شريط للفيديو علمت مدى احمرار وجهي وتأثر نطقي وتركيزي على أدائي.. كم رغبت في الصراخ من شدة الموقف.

بعد غلق الستارة

يغمرني شعور محزن بعد خروج الجمهور وبقاء الأخوة الممثلين يتسامرون حتى ترتخي آخر حبال الوصال العملي الممتع والودي، هي ذات اللحظات التي نشعر بها حين نعود من رحلة ممتعة طويلة جمعتنا بأحبة عرفتنا بهم الرحلة أكثر، تلك المشاعر التي يتقاطع فيها الحزن الشديد.. والذكرى الجميلة.. وعدم الرغبة بالانفصال عن لحظاتها وضجيجها، مع العلم أن هذا الأمر تحس به أكثر بعد المسرح إذ تنقطع عن لحظات الاتصال بالجمهور وضحكاتهم الرائعة.. وبعد أيام البروفات ولحظاتها.

إن كان هناك شيء أنصح به كل مقبل على هذا الأمر هو الاحتفاظ بكل تقييد لأعمال، خصوصا التقييد الفيديوي.. بعد أن تنتهي المسرحية مباشرة اذهب لكل المصورين وحرّص عليهم لأجل أن تستلم نسخة من الحفل فسيأتي اليوم الذي تندم فيه أشد الندم على إهمالك كما حصل معي ومع أخوتي الذين شاركوني ذكر المسرح، فأنت أولى بتلك الأشرطة من غيرك.

5 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. استمتعت بقراءة أجواء المسارح التي لم أجربها في حياتي قط، إلا في لحظة واحدة في أحد المراكز الصيفية، ولم أمكث في المسرح سوى دقيقة، وبعدها هربت، وكنت قد أخفيت وجهي بشماغي من شدة الحياء، وقد دخلت مرغما مكرها، ودهشت بعد عودتي حينما وجدت أحدهم يضحك بملئ فيه قائلا : والله من الصرقعة!

    ردحذف
  2. ليش حطيت لازم الموافقة قبل العرض، جايتك شتايم ؟ هههههههههههههههههههه

    ردحذف
  3. أهلا بأبي معاذ.. لا والله ما جاني شتم.. بس حاط لازم الموافقة على تعليقات المواضيع القديمة.. حتى يصير عندي خبر عنها.. لأنها تروح في الإرشيف ولا أرجع لها إلا نادرا.

    وبعدين الله يكثر أمثال خويك اللي قال (والله من الصرقعة)، أمثال هذا لو تقول قدامه (كوكو).. تقطع من الضحك.

    إن شاء الله احتمال تعرض مسرحيتنا في قاعة ابن عثيمين -رحمة الله عليه- خلال اسبوعين.. نبغى نشوفك بس بدون لطمة.

    ردحذف
  4. متشوق لمحكمة الشيطان يا شيطان!
    ياريت تخبرني بمسج تذكيري، لأني إنسان أنسى بكثرة .

    وشكريات كثيرات أد الدنيا ،
    لا أوصيك، أبيك تتسلطن بالمسرح، وتخلي عادل إمام يعتزل !

    بس انتبه من زود الهبال تقلب من الشيطان وتدعي الألوهية !

    ها ها هاها

    ما هذه الطرافة يا أبامعاذ خخخخخخ

    ردحذف
  5. ههههههههههههههه

    بالتأكيد سأرسل لك رسالة تذكير بإذن الله تعالى.. ون شاء الله ما تكون منشغل هاك اليوم.

    تحياتي.

    ردحذف

إعلان أسفل المقال