جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة



مرّ عليّ في عالم الانترنت حوالي عشر سنوات، لم يبق تجربة "انترنتية" معينة إلا وقمت بها، من دردشة في البداية، إلى الكتابة في المنتديات، والمدونات، ومواقع الشبكات الاجتماعية، ومن ثم العمل الجماعي حول أمر معيّن، والإشراف على المنتديات، وإدارتها، العمل كعضو مشاغب ضد الإدارة، أو المجتمع القريب.. تحت الاسم المستعار، والكثير الكثير من التجارب الماسنجرية والبريدية، وغير ذلك مما لا يكاد يحصى من أمور الانترنت.

من أعجب الظواهر التي مرت علي هو تظاهر نون النسوة أنها تاء الفاعل، ويعمل تاء الفاعل حاله نون نسوة، وأكثر عجبا من ذلك أنهم يصبرون صبر أيوب على هذه الحالة السنوات تلو السنوات دون أن أجد تفسيرًا منطقيا لذلك، صحيح أنني حين "أبحلق" في العالم من حولي وأتذكر "البويات" و"المتأنثين" ألتقط بعضَ سببٍ، لكن بالنظر إلى كتابات أولئك تعلم جيدا أنك أمام أديب مريض، أو أديب "يسمع بالمزح!".

بالنسبة لتائين الفاعل فهناك حُجّة دائما ما يحتجّون بها على قيامهم بهذا الأمر، فهم يقولون: أنت لا تعلم ما يأتي لنا من رسائل خاصة، وأنواع الردود، وطلبات الإيميلات.. حتى نجد أنفسنا قد عشنا جوًّا آخر نستمتع فيه بمعرفة ما يدور في الكواليس ولا أجمل –دائمًا- من العلم بالكواليس والعيش في التفاصيل.. يعني باختصار يا جماعة: وناسة !

طبعا فيه ناس مالهم بالحجج هذي؛ لأنهم –كفانا الشر- يبحثون عن الجانب الأنثوي في شخصياتهم وكأنهم جزء من رواية ألفتها "الفِطْرة" مع فقدها لذاكرتها(!).

ومن أحزن الظواهر التي عايشتها هو أن ترى الناس قد عاشوا في النت السنوات الطوال، ثم انتهوا إلى مكسبٍ حلال، أو موقعٍ شهير، أو كان النت وسيلة للإعلام الورقي، أو المتلفز.. أو حتى المسموع، أو –في أقل أمرهم- استقروا على مكان معين كان لهم بمثابة البنية التحتية في النت. في حين أن البعض لا زال قابعًا في قسم الشكاوى في منتدى مغمور قد انتفخت نواجذ معرّفه(!)، وكبّر خطّه.. ولوّنه باللون الأحمر: لماذا حذفتم ردّي يا ملاعين.. هااااه؟! أو تجده يقول: أرجو حذف معرّفي نهائيا. مع أنه قد سجّل له يومين، ومشاركاته مثل وجهه، ويستطيع أن يضف وجهه، ويورّينا عرض كتافه من غير مطرود، لكن كأنه يقول لك: ترى أمشي! ترى فعلا أتكلم جد.. راح أمشي، إما أن تترجّاني أن أعود وترفّع فيني أو أمشي. يعني نوع من أنواع "التغلّي" والتخلف الذي يحصل من البعض، أو تجد نون نسوة تكتب موضوعًا عنوانه (الحقيقي): "الجدال رقم مليون في مسيرتي الانترنتية الفاشلة"، أو موضوع آخر عنوانه (الحقيقي) أيضا: "من يرد آخر واحد فهو المنتصر بالحوار ولو وصلت الردود بالملايين.. وتراني فاضية وما عندي شغل وعندي شلّة تفزع لي ".

ومن المظاهر العجيبة كذلك أن الانترنت تمكّن من أناس كانوا لا يتخيلون أبدا أنهم سيصبحوا حراميّة ولصوصًا في الواقع، وثبتوا على ذلك وعاشوا حياتهم بشرف.. لكن ذلك لم يدم طويلا، فبمجرد اندماج الناس في النت؛ تمكنت "اللصوصية" من بعضهم، وصار الشرف مرتبطًا بكل شيء إلا النت، فضاعت الحقوق، ووصل الأمر بالبعض إلى العبث بالمشاعر لأجل الربح، أو ينقل موضوعا ينسبه (أو تنسبه يا بعض النونات) إلى نفسه ويرد بالنيابة ويشكرهم على شكرهم، وأنه بحث طويلا في الموضوع.. وهو حتّة سلتوح جالس بمقهى يعمّر سجاير ويشرب كولا (دَينًا) ويسرق من غيره، وتجد أصحاب المنتدى يا غافل لك الله، قد كتبوا تحت اسمها (كتابة قديرة)، أو (مصممة مبدعة).. وفي الحقيقة أنها حرامية محترفة.

أيوة صح.. مدري كيف نسيت أولئك العظماء، الذين ما عرف التاريخ أصبر ولا أحلم ولا أبلد منهم، أناس معروفون منذ الأزل، هم ذات الشخصيات الذين يذهبون إلى مورد المياه أيام البداوة "يقزّون" الحريم ويُنشدُون من بعيد: يا عيون المها ياللي مدري وش أقول.. إلخ. ويحركون شنباتهم دلالة على أنهم "يشحذون" النظرات والمشاعر منهن، وهم ذات الشخصيات التي كانت تكتب رقم الهاتف الثابت في ورقة مربعة ثم تلقيه على النساء في الأسواق، ومن ثم رقم البيجر، والجوال، والإيميل.. والقنوات الشعرية، ويا جماعة.. أقسم بالله لو كانت همّة الأمّة في جانب استغلال التقنية كهمّة "المغازلجية" في استغلالها لصرنا في مقدمة الأمم، وأراهن وأناقش على ذلك.

يا جماعة.. الانترنت أتاح لكنّ أن تسلكن طريق العظمة (الإخلاص، المعرفة، إفادة الغير، الديمومة، الشهرة، العمل الباقي)، وبعض نونات النسوة تجلس عشر ساعات على النت مع واحدة ستقابلها بعد العشر ساعات بعشر دقائق، يعني أقطع هدومي أنا؟! والثانية تبحث عن منتدى مغمور بأي مكان على الأرض وتَمْسك معها غلط؛ لتقوم بمهمة إحياء هذا المنتدى والفائدة أولا وأخيرا لصاحبه.. والثمن وقتها، وتلقاها مستانسة هي ووجهها عند زميلاتها: صرت كاتبة قديرة، أو مشرفة على قسم نونات النسوة (ثلاثة أرباعهم حقّون عيون المها اللي قبل شوي)، أو أرسل لي (مدير المنتدى) رسالة شكر وتقدير، وتلقاه شخص فاشل، أو مجرد طفل فرح بأدوات التحكم ويظنها كبقية ألعابه.. .

أوصاف "نابغةٍ" في غير موضعها ... كالنون تحكي انتفاخا صولة تاء الفاعل !
9 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. مقال جميل جدا .. مفصل جدا .. كمشرط الجراح مجدي يعقوب ..
    بالتوفيق ..

    ردحذف
  2. أهلا بك أخي، أشكرك على مرورك الجميل.. .

    ردحذف
  3. انبعاث لمقال علوش أصبح رزان خخخخخخخخخخ حاولت أسويها مرة بس صراحة نقدت على نفسي لمجرد التفكير ,,, متهول

    ردحذف
  4. والله تستحق التجربة، لولا خشية تتبع عورات خلق الله، أو تطيح بمطب مع واحد تعرفه، أو شيء من هذا القبيل، ثم عاد تخاف تدخل بلعن المتشبهين.. والدعوة لعن وطرد مو لعب.

    حياك الله يالمتهول.. .

    ردحذف
  5. veryyyyyyyy great

    ردحذف
  6. أشكرك عزيزي على طيب مرورك.. مرحبا بك.

    ردحذف
  7. أجراس الحقيقة17 مارس 2011 في 1:39 ص

    لآفض فوك ي ركآن رآآئع أشكرك على مقآالتك الجزله ..
    أستمر من متآبعيك في المجلة والمدونة : )

    ردحذف
  8. حياك الله أجراس الحقيقة.. مرحبا بك، وأشكر لك طيب متابعتك.

    ردحذف
  9. جميل جدا :)

    ردحذف

إعلان أسفل المقال