جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

صافحني-مصافحة-مد-يدك-Shook-hands

أعتقد أن الجميع يعتبر المصافحة علامة احترام ومودة بين الناس، خصوصا إذا كانت من نوع المصافحة بحرارة، وأعتقد أن أغلبكم –مثلي تماما- يقيس جزءًا مهمًّا من الانطباع الأول بالمقابل عبر اهتمامه بمصافحتك؛ فإن صافحك ببرود وكنتَ من يشدّ يده في حين أنه اكتفى بمدها لك وترك باقي المهمة إليك.. فأغلب انطباعك يدور حول أحكامٍ تختلف بحسب معرفتك للشخص: متكبر، عاتبٌ عليّ، جاف الخلق، كبير في السن، بارد.. ونحو ذلك، والمصيبة إذا اجتمع برود المصافحة مع ذهاب عين الطرف المقابل بعيدًا عنك وكأنّك لا شيء.

آخرون يبالغون في هذا الأمر فتجدهم يبعدون أجسادهم للخلف ويمدّون إليك أيديهم في أقصى مساحة بينك وبينهم، حتى كأنهم على ضفّة أخرى، وقارة بعيدة، وكوكبٍ ناءٍ.. لا يصلك منهم إلا سراب المودّة، فتقول في نفسك وتكاد تصرخ فيهم: بسم الله عليكم.. لن أدنّسَ أيديكم !

صدقًا.. بعض الناس تتمنى أن تنعدم التحيّة بينك وبينه، فلا ابتسامة تجمّل اللقاء، ولا مصافحة "زيّ الناس"، ولا إقبال عليك أثناء الحديث أو حتى عند السؤال عن الحال.. من باب المجاملة –على الأقل-.

مصافحة-السمكة-الميتة-Dead-fish-handshake

بلغ الأمر في انتقاد المصافحة الباردة بين الناس إلى إطلاق مسمى [ مصافحة السمكة الميتة ] عليها كتنبيه على عدم ممارستها والتطبّع بها لما لها من تأثير سيء فيما يتعلق بترك الانطباع الأول عند الغرباء.

من غريب ما وجدت في شأن المصافحة ما قرأته في دراسة نشرتها وكالة الأنباء البحرينية (06/11/2008) من أن البرود في المصافحة يدل على شخصية منطوية ومضطربة وغير اجتماعية، في حين أن بعض أصحاب "المصافحة الباردة" من أكثر الناس جفافًا وثقة بالنفس واختلاطًا بالناس.. و"قوّة عين" كذلك.

مصافحة-شبابية-Shakehands-wind-young

وأغرب منها أن المصافحة الباردة قد صارت قناعةً عند البعض، كما أظهرت دراسة أجرتها إحدى الجامعات الأمريكية في أن 74% من الشباب ليسوا حريصين على المصافحة لأسباب عديدة، فمنهم من يعتقد أنها تقليدٌ ممل(!).. والبعض يتفادها تأثرًا بفوبيا الأمراض المعدية، والكثير استبدلوها بأساليب وتقليعات غريبة، أشبه ما تكون برقص الأيادي والأصابع مع بعضها في حركات متناسقة وسريعة تعتبر بديلًا للمصافحة والتحية المعتادة.

وعلى أية حال.. ليس كل مصافحة شديدة تدل على حيوية ومودّة، بل تحوّل الأمر إلى سلاح آخر يستغله المهتمون بلغة الجسد وطرق التواصل الخفية ورسم المساحات الشخصية، والاستعلاء على الطرف المقابل في مجال المفاوضات والتوظيف.. وغيرها، لذلك الحل الأمثل حينما تتعقد الأمور لديك في مجال التواصل مع الآخرين.. أن تتغافل بعيدًا عن "دوشة الراس":

وتغافل عن أمورٍ إنه *** لم يفز بالوصل إلا من غفل


4 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. مقالي هذا نشرته في جريدة المدينة، في يوم الأربعاء 4 / 11 / 1431 هـ، على هذا الرابط:

    http://www.al-madina.com/node/273138

    مع ملاحظة أن جريدة المدينة تكتب اسم المدينة (جدة) تلقائيا، إذا لم ينبه الكاتب إلى اسم مدينته.

    ردحذف
  2. دراسة نشرتها وكالة الأنباء البحرينية (06/11/2008) من أن البرود في المصافحة يدل على شخصية منطوية ومضطربة وغير اجتماعية،


    دراسه !!
    انا اعتقد وكما قلت بأن أصحاب المصافحة الباردة هم اهل "شوفة النفس" والثقه

    المصافحة لابد منها باللقائات الاولى
    لكن كثرتها ليس لها داع لمجرد خروج الشخص ودخولة مره اخرى<-- اعرف اناسا هكذا


    مقال اعجبني حقا
    احب التطرق لمثل هذه التحليلات


    يعطيك العافية

    ردحذف
  3. "أنا أحب أن أمشي تحت المطر؛ فلا يستطيع أحد أن يرى بكائي !"


    يمكنه ايضا البكاء خلال اصابته بالانفلونزا
    فلايمكن لأحد ان يلحظ ذلك ^^

    ردحذف
  4. استثناء’ حياك الله تعالى، نعم كثيرتها بالأسلوب الذي ذكرته ليس لا داعي لها فقط؛ بل مخيف(!).

    الأنفلونزا ماشي سوقها هذه الأيام، لذلك هو نداء لمن في نفسه رغبة بالبكاء أن يلحق الشتاء فيبكي!!.

    تشرفت بطيب مرورك.

    ردحذف

إعلان أسفل المقال