جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

استفهام-الرمزية-الأدب-الرمزي-ألغاز-كتابة-غير-مفهومة

" قابعة بجوار منفذ الأنوار.. على سواد، هناك في أرض البأس الشديد المهزوز بظروف الحياة وملك الحمقى،
هناك.. في قبلة الغشاشين وعالم العارفين الواثقين الكاذبين،
ثابتة بين إكسير العيون.. وحياة الأشياء،
هناك.. تكرِم الأنام بثروة رعاة الشاة ! "

هذا -أطال الله أعماركم- أديب يعشق الترميز.. يصف لأحدهم محطةً البنزين والتي تقبع بين شركتي الكهرباء.. والمياه، في قبلة من الصناعية (الورشات).

لن أتحدث عن الأدب الرمزي من جانب فلسفي أو تاريخي.. أو لكونه مذهب له استعمالاته المشبوهة وغير المشبوهة كذلك.. لا أجيد هذا الأمر، إنما سأتحدث عنه كقارئ يعلم جيدا أن اللفظ جسد المعنى، وأنه وسيلة لفهم ما يريد إيصاله كاتب الموضوع من معرفة ومشاعر.. وعاطفة كذلك ونحوها.

أنا لا أفهم حقيقة لماذا النأي عن الواقع من قبل أولئك الكتاب الذين رزقوا القدرة على السير بالقلم للتعبير عن ذاتهم وهمومهم، ثم نفاجأ كقراء بما هو أشبه بحل الألغاز الشعرية. نفتش بين الحروف والكلمات والجمل والفقرات عن معنى واضح نصل به إلى صورة ما لنستمتع في أقل الأمر.. لكننا نصطدم بجدار من التعقيد الثقيل.

أثقل منه أن تأتي بعض الردود وكأن أصحابها قد شربوا معاني ذلك الموضوع المعقد.. فزادوا بردودهم الطين بلة والتعقيد قبضة، وضِعنا بين كاتب الموضوع ومن سار على نهجه من قرائه، لأن بعضهم لا يريد أن يقتنع بأنه لم يفهم الموضوع، أو لدوافع أخرى الله يعلمها.

لا مشكلة لدي مع التشبيه والاستعارة.. ونحوها، ولا مشكلة لدي كذلك في أن تحمل إشارات الحديث دلالات متنوعة تدفع القارئ إلى التخمين أو اختيار المعنى الذي يراه يعبر عنه، بل لا مشكلة لدي مع الأدب الرمزي بشكل عام، فالترميز موجود في حياتنا. نحن نحب شعارات المؤسسات مرسومة أو مكتوبة إذا كانت معبرة بحق عن أهداف تلك المؤسسة ورسالتها.. وكذا الأمر في المنتجات المتنوعة، وهذا نعيشه أيضًا في مؤسساتنا التعليمية وحتى في المراكز الصيفية كمثال، بل وفي صورنا الرمزية في عالم المنتديات كذلك، فنحن إذا أردنا أن نصنع شيئا يرمز إلى أمور تتعلق بنا أو بمؤسساتنا حرصنا كل الحرص في أن يكون معبرا بوضوح وإبداع عما نقصده، ولا زالت الإشارات الضوئية تنجح في تحريك مشاعرنا مع اعتيادنا عليها ومعرفتنا التامة بما ترمز له، فالضوء الأحمر رمز للوقوف (وانتبه لمشاعرك في تلك اللحظة!) وكذا الأمر حين نشعر بالغبطة والسرور بسبب الإضاءة الخضراء.

تكمن المشكلة -برأيي- في التعقيد المبالغ فيه وتعمد إخفاء المعنى بدقة وإحاطته بهالة من الغرابة والغموض الشديد.. وتجد الكاتب -أساسا- ما عنده سالفة تسوى، إنما كتب مقالا [ تصعب قراءته ] باختصار.. وفقط، وإن أجاد وأبدع في انتقاء الألفاظ، وهذا يجعلني أشك في أن البعض يستخدم الترميز في أدبه ليغطي عيوبًا ونقائص كانت ستظهر فيما لو لم يجنح الكاتب إلى عالم الخيال بعيدًا عن بيئته وواقعه والآثار المحسوسة ليومه وليلته.

يؤلمني -صراحة- أن أدخل مدونة إلكترونية يعجبني كل شيء فيها ما عدا المقالات، مع إيماني بقدرة المدونـ / ـة الكتابية، لكني أجد نفسي أضيع عشر دقائق إلى ساعة كاملة في محاولة تفسير مواضيع لا يزيد طول الواحد منها ثلاثة أسطر.

لماذا يبني أولئك الكتاب تلك السدود بين مواضيعهم والقراء؟!

أنا لا أطالبهم بأن يكون تدفق المعاني ملاصقا بالتمام لتدفق الألفاظ وعلى نفس الوزن والقياس والدقة، وإنما عليهم أن يقللوا من جرعة الغموض في مواضيعهم إلى درجة الاعتدال والرفق بالقارئ، والتي تدفعه بعض الكتابات الرمزية إلى الظن بأنها ألغاز يبحث كاتبها عن إجابة.. فلا تلمه إن رد على موضوع رمزي قائلا: الأرنب.. الأرنب هو حل اللغز !

8 تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. مشعل الحربي7 أغسطس 2009 في 10:40 م

    طيب ممكن تشرح لي سبب إقحامك للأرنب في هذه المستحاثة ..!

    ثم إنها قابعة قرب الطريق تبحث عمن يدفع لها لتبذل له مايريد ..!

    تحياتي ، ولو كان للموضوع نفس فلسفي ، أو تناول فكري ، لكانت لي عودة ، لكن الأمر طرح لمشكلة يقع فيها بعض كتاب المنتديات على وجه الخصوص ، لذا إن وجدت في جعبتي ما يقدم فثق بعودتي .

    تحياتي أيها الرمز!

    ردحذف
  2. لا يا عمي.. إحنا نتنفس عادي وبدون فلسفة، ونتناول وجبات طبيعية خالية من الكوليسترول والفكر.

    أما الأرنب فهو الجواب الأزلي لأي لغز نستصعبه، وأي كلام لا نفهمه.. امتداده من مصر وحتى الخليج.

    تحياتي أيها الرمز !

    ردحذف
  3. هم يقولون الرمز الأدبي و أقول إن بولغ فيه "كما اقتبس" يصبح جبنا أدبيا ، أي عندما تستعصي اللغة السليمة على لسان أديب فيضطره ذلك إلى سرد تأليفة من الكلمات تماما كما يحدث مع الفنان التشكيلي الذي يأخذ بريشته ثم ينهال على لوحته لطخا ، و هنا ربما في القريب سنلحظ ميلاد الأدب التشكيلي أو أدب " اللاوعي" فتصبح حينها الأشعار كسحب الأوسمة في المدونات العامة :).
    شكرا لك أخي الثائر ، أوافقك الطرح و أشد على يدك بحرارة و أهنئك على فكرك العقلاني الشجاع.
    و طبعا الإجابة أرنب !

    ردحذف
  4. ههههههههههههههههههه أو تصبح كلغة الـ HTML أخي ذؤيب !

    أما الإجابة فربما تكون صحيحة وربما لا تكون كذلك امتدادا لأجواء الغموض التي تبثها تلك العبارات !

    مرحبا بمرورك أخي الفاضل.

    ردحذف
  5. إبراهيم الدبيان9 أغسطس 2009 في 8:58 ص

    بين براثن الألم المتحولة نحو الأفق المظلم، يرتاد الشعور المستلهم من عبق الماضي الكئيب، حيث مدارك الأحاسيس القابعة خلف بوتقة الحلم المدهش، بعد منتصف الليل من عام ألف وأربع مئة وخس وجرير .

    مسيك بالخير.

    ردحذف
  6. يا مساء النور أبا معاذ، مساء يضم جوانحك ويبث أغادير المشاعر من أعلى سفوح الحاجة.. . :|

    تحياتي وأشواقي ؛

    ردحذف
  7. تحدو أصابعي بشدو عذب لا يلوي على شيء، ربما هي قيثارة السعادة التي يبحث عنها مصطافو الأمل البعيد.

    ردحذف
  8. هلا بجميل بثينة.. صح صح.. صح.. كلامك صحيح 100 %. :[

    ردحذف

إعلان أسفل المقال