جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة


أرجوكم.. لا أحد يستعجل النقد.

أسأل نفسي أحيانا في بعض المواطن: لماذا لا يكون كل العالم مثلي؟!

قال ضميري: يخرب بيت عدوك.. يااااه.. ماهذا الغرور والكِبْر وشوفة النفس؟!!

أنا: لا.. لا... أرجوكم افهموني.. أنا أقصد في بعض المواطن التي احتوتها بعض لحظات حياتنا أجدني أسأل هذا السؤال.. ولا أقصد كل ما تحتويه تلك اللحظات !

ضميري: يا سلااااام.. يبغى يكحّلها عَمَاها.. يعني ألحين مسوّي فيها أنك قد أصلحت الوضع، لقد بانت حقيقتك يا عديم الرحمة والذي قد كانَ كان، كَفَى لِبْسًا للأقنعة فالحقيقة تُظهرها الأيام وإن أخفت ملامحها دياجي مكرك وظلمات خداعك !

أنا: خير إن شاء الله.. إيش قاعد تخبّص انت ووجهك؟!

ضميري: هاه(!).. لا.. وين مكاني أنا؟!.. ولا حاجة.. أفففف.. للتو قد انتهيت من قراءة قصة إجرامية.. واندمجت شوي.. تفضل تفضل.. آسف.

أنا: حسنا.. كنت أقول لنون النسوة: أني أسأل هذا السؤال في مواضع كثيرة، خلاصة الحال التي أخرجت هذا السؤال هو المثل العامي المعروف [ أحرّ ما عندي.. أبرد ما عنده ! ]، ومشكلة هذه الأمثال -مع بالغ الأسف- أنها عرضة للجذب من الجميع: الرجال والنساء.. الحمقى والأذكياء.. الفاشل والناجح.. ضميري وأنا.. أنا ونون النسوة.. كل واحد ممسك بحبل مرتبط بمثال ما، ويدعي وصلا به.

يعني -وعذرا على الاستطراد- يأتي شخص فاشل في الحياة.. رويبضة.. مغازلجي من نوع إعلامي.. وُفّر له المقام كمن يكتب بالنت أو الإعلام ثم يشخبط عن حب ما قبل الزواج أو أي من مواضيعهم التي شبعنا قرفا من تكرارها، فإذا ردّ عليه الناصحون والصادقون.. وكذلك من يعرفون سُحْنة المغازلجي ويشمّون أساليبهم من على بعد.. فَغَر بفَمِه باسمًا راضيًا عمّا انتهت إليه الحال وردَّد: (القافلة تسير والحاجة! تنبح) (لكل بارز أعداء) أو (الزيت والكبريت شردوا العفاريت.. آآآ.. أقصد: لا يضر السحاب نبح ذات الحاجة..!).. ونحوها، ما علينا.

أجدني في بعض المواقف أحترق من الداخل والخارج، وتصبح النفسية تجارية، والرزانة مهلّبيّة، ثم ألتفت في ذات المواقف إلى حال نون النسوة (المسؤولات في عوائلهن) فأجدهن في أجواء سيبيرية وقطبية.

ضميري: طيب يا أخي (مثلًا).. اضرب لنا (مثلًا).. لفَفْت تفكيري لفًّا.. وأظن أن نون النسوة كذلك.

أنا: حسنا.. سأضرب مثلا وأدوسه بعد: نخرج إلى إحدى المتنزهات التي تحيطها الشوارع الأربعة من كل الجهات.. فيصعد قلبي إلى حلقي.. ويضغط حجابي الباطن على أحشائي.. خوفا على أطفالنا وأطفال الغير كذلك وهم يشاغبون الشارعَ مشاغبةً وكأنه يحوي مغناطيسا ما.. وكأن أحشاءهم تحوي حديدا يجذبه ذلك المغناطيس.

وبعدين هؤلاء الأطفال حالتهم حالة.. أحيانا أتمنى أن أجمعهم أمامي ثم أتحدث معهم بكل ما تعنيه منطقية هذه الحياة من معنى حول خطورة سذاجتهم.. وفهموا علي أم لم يفهموا في ستين داهية.. يعني - من باب المثال واعذروني على الاستطراد الآخر- لماذا يتفق الأطفال جميعا أن الماء يجب أن ينسكب على أي شيء إلكتروني يلوح لهم؟! لماذا لا تجعلهم سذاجتهم يضربون الملعقة الصغيرة بجهاز الألعاب ويشربون الماء الذي بجانبهم؟! بدلا من بلع الملعقة وسكب الماء على الجهاز؟! يا عالم.. لماذا لا يسكبونه على كرتون الحليب.. أو على الكنبة (يسكبونه عليها إذا كان عصيرا بالمناسبة!) وعن موضوعنا أقول: لماذا يقوم الأطفال بالانجذاب نحو الشارع بدلا من التجول في الحديقة الكبيرة علينا وعليهم من باب أولى؟! وفي صميم ما أقصد أسأل: ولماذا لا تستشعر بعض.. وأكرر: بعض نونات النسوة خطورة السذاجة الطفولية فتدع هامشًا لا أراه معقولًا (كرأيٍ شخصي) لأولئك الأطفال يسرحون ويحتكون بالمخاطر احتكاكا؟! يعني أتمنى أن أفهم فقط: هل هو تدريب على شجاعة خرقاء في المستقبل.. يعني تريدونه أن يصبح سوبرمان العائلة.. أريد أن أستوعب فقط.

ضميري: ربما يكون الأمر وسوسة ومبالغة لديك !

أنا: وربما لا يكون كذلك.. وافترض هذا افتراضا.

فسروا لي حرص بعض النساء -كما أراه حين أمرّ بالأسواق- على الأغراض أكثر من الأطفال؟! ثم بين الحين والآخر تجد من تستنجد بالناس تبحث عن طفلها.. وجنينها.. وفلذة كبدها ما أدري كبد زوجها.. والأغراض بيدها كأنها كانت فيها مذ كانت.

كذا الأمر حين نجد الصبيان وقد قامت قريباتهم من نونات النسوة بتزيينهم زينة لا تصل إليها بعض البنات.. ثم يطلقنهم بتلك الزينة في الشوارع.. واسألونا ربع تاء الفاعل عن واقع الشوارع.. مهما كرهناه وألّفنا فيه ملحمةً هجائية أو أغمضنا أعيننا خجلا منه إلا أنه -في الحاضر المستمر- يبقى واقعا مرا يخصنا جميعا.

فسروا لي جهل قريبات أولئك الفتية بأصحابهم في السنِّ التي تحصل فيها بداية تكوين العلاقات مع عدم الانفلات في تلك الأيام مِن تحكم البيت؟!

ضميري: هدّي أعصابك يا رجل..!

فسروا لي تلك البلادة التي تجعل بعض نونات النسوة يتركن أطفالا وبنات في سن الزهور أمام شاشة الانترنت غير الآمنة في استقبالها وإصدارها وما يتعلق بها من أجهزة.. في غرفٍ مغلقة.. ومثلهم مثل غيرهم من الذين يخطئون: قد يكونوا في علاقة لطيفة في الظاهر، خبيثة من طرفِ شُهْب الوجوه (شهب الوجوه: كائنات حية شريرة ستعرف عنهم الكثير كلما تقدمت في السن، ويبدأ اكتشافهم في سنوات العشرين وما بعدها)، وقد تحوي مفضّلات أولئك الأطفال ما ساء وقبح مما يسهل اكتشافه.. لكن يُصعّب السهل تلك البلادة.. ويا لقبحها.

فسروا لي: لماذا أقلق على أولاد وبنات خلق الله.. وخلق الله مش مهتمين أساسا؟! لماذا يذوب حاجباي (وغيري كثير لله الحمد) حُزنًا على أطفالٍ أراهم في شوراعنا يلعب بهم الدخان وما وراء الدخان من سموم.. وأصحاب السوء.. وأحبة الأطفال من نونات النسوة والحبايب الجُفاة من ربع تاء الفاعل لم يحفلوا أبدا.. .

أنا إيش لقفني أساسا.. الله يرحمك يا أستاذ عبد الجواد إذ كنت تقول لمن يهتم زيادة عن اللازم بما لا شأن له به: ‘‘بلاش دلع ياخويا.. قلل فضولك يا بابا.. خليك زيّ الصبّة اللي قُدام بيتك !’’ (الصبّة: الرصيف)

ضميري: يا جماعة هدّوه.. الراجل انفجر !

أنا: فعلا.. أحيانا نحتاج ألا نلتفت كثيرا في الحياة.. وأن نكون كالصبّة التي أمام منزلنا..، يا ضميري !!

ضميري: سَـ.. سَـ.. سَم طال عمرك.. انت فقط اذكر الله وعيّن خير وبلاش عصبيّة.. تصير صديقي !

أنا: لماذا لايكون كل العالم مثلي في مثل تلك المواقف؟!

ضميري: إيه.. صح.. صح.. كلامك صح.. انتوا.. هيه.. يا نون النسوة.. إيش فيكم ما تصيرون زي الأخ هذا.. ناس فاضية صحيح.

أنا: ثمّ أتدري ما قمة القهر والغبن يا ضميري؟!

ضميري: لا والله ما أدري.. ولا ودي أدري صراحة يعني.. بعد إذنك !

أنا: سأقولها على أية حال: القهر أن الحال بعد إظهاري ما هو [ أحر ما عندي ].. يكون: [ أبرد ما عنده ].. والهاء ربما تعود على بعض القراء إذا كان لسان حالهم: علشان حتّة بطيخ، عمل دوشة وصريخ؟!

من مقالات عمودي الشهري [ أنا ونون النسوة ] في مجلتنا الراقية حياة للفتيات.
.
تعليقان (2)
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. راكان اللحيدان ..
    بارك الله بك يابطل ..

    " الأقلام الحصرية : حنان " ..

    ردحذف
  2. حياك الله أختي حنان الشمري، وتحيتي لك ومنتدى الأقلام الحصرية.. في منتدى الحصريات [ حصري ].

    وفقكم الله تعالى.

    ردحذف

إعلان أسفل المقال