جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

المذاكرة-الكتب-الدراسة-الاختبارات-المناهج-الدراسية

(يليه) بنت عم (أفيييه).. ولهما علاقة صارمة مع [ أف ].. والفرق بين (يليه) من جهة وبقية أقاربها من جهة أن (يليه) قد تخرج بعد سنوات طويلة من الصمت.. بينما (الأفيه) طالعة نازلة على حبالنا الصوتية بعد كل موقف مرهق أو عمل متعب.

أكتب هذا الموضوع لأجعله [ يلّيهًا ] يختصر 16 سنة.. ست سنوات منها تفوق.. و عشر سنوات منها ليست كذلك لأسباب أختصرها بـ [ وجودي في المكان والزمان الخاطئين ]، أي أن موضوعي هذا عبارة عن فضفضة، وبث؛ لأنفث سموم القهر والغيظ من مصطلح قُيّد إلينا منذ أن كنا في السابعة من أعمارنا.. وحتى اليوم -بالنسبة لكثير منا- يلوح لنا في السنة عدة مرات.. ولبعض [ الدوافير ] حوالي تسعة أشهر، أمرٌ يجمع بين سنوات الدراسة كلها وبين مشاعر الرهبة والخوف والملل والكآبة.. والغصب كذلك.

هو ذلك المصطلح الذي يعرف بـ [ المذاكرة ].. لا شك أنكم تعرفونها جيدا، المذاكرة ما غيرها يا جماعة.. التي تحبسك في أماكن معينة.. وصفحات محددة.. وأحرف وأرقام كثيرة.. ولها أنواع متعددة.. يجمع بينها رفع الضغط والسكر؛ فهناك [ مذاكرة الدوافير ] وهي المراجعة اليومية للدروس.. وآخر علمي بها أيام المرحلة الابتدائية.. حتى ثاني متوسط، وهناك [ مذاكرة التفلّت ] وهي -أطال الله أعماركم على المذاكرة- مراجعة دروس الأسبوع في يومي الخميس والجمعة وكان علمي بها أيام الثالث متوسط.. وهي محاولة أثبتت فشلها بالنسبة لتجربتي، وهي -في حقيقتها- تفلت من المذاكرة اليومية، وهناك [ المذاكرة المكثفة ] وتبدأ قبل الاختبارات بأسبوع إلى أسبوعين.. وهناك [ مذاكرة جبهة الإنقاذ ].. وهي -وانتم بكرامة- المذاكرة ليلة الاختبار.

ومن تجربتي الطويلة مع المذاكرة أقول لكم بكل شجاعة أنه من الممكن أن يتفوق ابن الحلال الذي يذاكر ليلة الاختبار بكل بساطة على أصحاب المذاكرات الأخرى.. بحيث يندهش الجميع حتى صاحب الدرجة ويكاد يراجع الدكتور أو المدرس حتى يقلل درجته رهبة من نظرات الدوافير الذين يجلسون في الأمام غالبا والذين قطعوا أنفسهم تقطيعا ومتابعة وهياطا وكتابة.. ومذاكرة.

حصل هذا الأمر مع صاحبكم كثيرا حينما كنت أدرس نحو المستوى الأول من الجامعة، وكنت قد أعدت المادة ظلما من دكتور طيب(!).. وحلّوها انتم، ولم أكن ممن يجلس في الأمام ويناقش الدكتور حول المنهج والمادة والشرح، بل كنت صامتا في إحدى أطراف القاعة.. وذلك لطبيعة الدكتور اللامبالية والعصبية والتي لم أعرف طريقي إليها بينما عرفته الشلة الأمامية.. ولما أن جاء الاختبار الشهري كنت المتقدم بين الجميع -بحمد الله تعالى- وبيني وبين الذي بعدي مباشرة أربع درجات، وقد ذكر الدكتور درجتي من غير نفس، إذ فقت بها حبايب قلبه الذين يجلسون في الأمام.. وبيني وبينكم تمنيت لو أني مثل درجاتهم بعد أن انتبهت لتلك النظرات المخيفة نحوي.. كدت أن أصرخ: أنا آسف على الدرجة المتميزة.. كان خطئا مني صراحة..!!

سألت أحد الأصدقاء الذين دخلوا في عالم التدريس وبدؤوا يندمجون فيه عن المذاكرة، وقلت له: هل تذكر ذلك المصطلح، فأخذ صاحبي يفرقع الإبهام والوسطى من أصابعه ويغمز بإحدى عينيه وينظر بالأخرى إلى السقف، مرددا بسخرية: "المذاكرة.. المذاكرة.. يا ربي وين سمعت هالمصطلح؟! وييين.. ويين.. آه.. أظنه أنه أمر مقرف يخصكم معاشر الطلاب.. صح؟!" ثم استغرق بعدها في ضحكة ساخرة، بينما استغرقت في غيظي وصمتي.. وأنا أردد في نفسي: يحق لك ما شاء الله تبارك الله.

أجل كيف لو عاش الفلسفة التي أخذا تدخل في عالم المذاكرة (فن المذاكرة) (استراتيجيات المذاكرة) (مهارات تعينك على المذاكرة) (دورة تدريبية عن المذاكرة).. أعجبني أحد الأخوة حينما مرت عليه هذه المصطلحات الكثيرة التي ترتزق من وراء المذاكرة إذ قال: "ياخي ذاكروا وخلاص.. افتحوا الكتاب من الجلدة الأولى وابصموا بصم.. وتنتهي السالفة"، يعني تلقى أحد الأخوة -الله يستر عليه- تارك كتابه ليلة الاختبار وداخل على النت يتابع بالساعات تلك المواضيع والدورات عن المذاكرة.. وإذا دخل الاختبار ردد: ولي ولي يا ويللي.

يعين الله.. كل مافي الأمر أنني أنتظر ذلك اليوم الذي يمحي مصطلح مذاكرة الدروس الرسمية من حياتي، يا رجل أنواع الذبايح والعزايم.. المحظوظ اللي يمر من عندي ذاك اليوم.. راح يكون يوم سعده بإذن الله تعالى.
13 تعليقًا
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. اعذرني ياخي ففي بداية الموضوع فلسفة عجز عقلي يستوعبها، لذلك لم أكمل قراءة الموضوع، ولكن أتيت لأخبرك بمجيئي .

    ردحذف
  2. أي فلسفة يا عمي.. واحد يتشكى من القرف اللي اسمه مذاكرة :"(

    تشكراتي.

    ردحذف
  3. نعترف ببغضنا لمسمى [ المذاكره ] ..
    اوافقك وبقوووه ..
    ولكن ..
    لولى الله ثم ما يسمى بالمذاكرة ومراجعة ما درسناه قبل كل امتحان ..
    هل كنا لننجح ..؟
    هذا هو اساس نجاحنا ورقينا ..
    أعترف اني نسيت كل مذاكراتي تلك ..
    اختزنتها لدقائق قليله ..
    هي دقائق ما قبل الامتحان والامتحان نفسه..
    وبعده لا اكاد اذكر حرفا واحدا..
    نبغضها جميعا ولكننا مجبورون لممارستها ..
    واوافقك ايضا ..
    اني لا احبذ [ الدفآآآره ] ..
    مجرد حشو لعقولهم وهم في اسوأ حال ..
    لآ تهمهم حالاتهم النفسيه ..
    أياً كانت ..
    الدفاره ملاصقه لهم ..
    واشهد ان بينهم [علاقه حب] فاشله مزيفه ..
    نحبها اخي راكان ولو كنا نكرهها ..
    اعلم بتناقض ما قلت ..
    ولكنها الحقيقه ..
    دام حرفك ممتعاً ..
    و مشوقاً ..

    ردحذف
  4. مامن مذاكرة الدروس بد،
    هي (التعب) الذي يكون حصاده -بتوفيق الله تعالى- نجاحا وارتقاء.

    ردود أمثالكم من الأخوة والأخوات ترتقي بالمدونة وتكون دافعًا لكتابها فشكرا لكم ومرحبا بمروركم.

    ردحذف
  5. مصطلح كرييييييييييييييييييييه

    الحمدلله افتكينا...

    عقبالك يااااااااااارب...

    اتعلم لما هو مصطلح كريه لأن المناهج ليست مفيدة لنا ولن تفيدنا...

    وبكل صراحة انا الآن موظفة لم يفيدني في وظيفتي الا تعليمي الابتدائي والمتوسط لأنه هو الذي يحوي

    معلومات مفيدة ممتعة ومتفق عليها اما الخرابيط اللي بعدها اسم على مسمى أشياء ثانوية ليست مهمة..

    والجامعة لم أستفد منها غير الشهادة فقط واكتساب الصداقات لأنه بصراحة مناهجها متعمقة الى درجة السطحية فهي معلومات بصمنها حفظا قبل الاختبار باأيام ومنذ خروجنا من باب قاعة الاختبار نسينا كل شئ لأنها ولا شي .......

    احلى شي التعليم الابتدائي والمتوسط فقط ...

    ردحذف
  6. آآآآآآآآآآمين ياااارب !

    المناهج الجامعية مفيدة لمن يقبل عليها، ولا غنى عن الجهد الذاتي في طلب العلم والفائدة فهو خير من جامعات الدنيا كلها.

    لكن جامعاتنا -الله يهديها!- يقبل عليها الواحد متحمسا فتعمل من أحلامه هريسة.. مع بعض الخل والليمون والملح والتراب.. وبصقة على الطاير فيخرج الواحد منها وقد عاف كل شيء اسمه منهج، وأبغض المذاكرة.

    يعين الله.

    ردحذف
  7. انا غير عنكم كنت استمتع بشي اسمه مذاكره حتى لو مفهمت شي انا من طلعت على الدنيا ماعرف غير المذاكره بس بعد ماطلعت من الجامعة حسيت ان الدنيا شي والي ندرسه شي ثانـــــــــي لان نص الي ناخذه عن ناس ماتو وتحللو وشبعوا موات
    اي هريسه الاتتبخر جميع احلامك جامعتنا ار د منكم بكثييير والله اني كرهت نفسي بسببهم وتحولت لانسان بليد ومتخلف ويكره الكتابه

    ردحذف
  8. صدقت أخي عدنان.. تخلف الجامعة يؤثر كثيرًا على الطلاب، وسلم لي على المخرجات.. .

    مرحبا بك دائمًا.

    ردحذف
  9. على الأقل موادكم الدراسيه ( باللغه العربيه ) ، أما بالنسبة لنا نحن القطريين ، فتكون جمييييييييع المواد باللغه الأجنبيه ( الإنجليزية ) ، من الروضة إلى الجامعه .. وذلك لأن مدارسنا لا تعتمد على الوزارة بل على المجلس الأعلى بإشراف البريطانيين ... وفوق هذا ندرس أيضاً اللغة الفرنسية التي تسبب لك اختناق و أنت تنطق حروفها المعقده ... ولكن علينا أن نتفاآآءل دائماً فالتفاؤل( إحساس جميل يكسر الجبال) .. بالنسبة للجانب المشرق في هذا الموضوع فلقد أتقنا اللغتين وتعلمنا فنون الإتكيت الراقيه ..
    تحياتي ^-^

    ردحذف
  10. صدقت أختي، نحن في نعمة كبيرة من ناحية الاهتمام بأهم أمرين عند المسلم: اللغة العربية، والشريعة في مناهجنا.

    لكن -كما ذكرت- تعلم لغات أخرى هو من الجوانب المشرقة في مناهجكم، مع أنني أدعو الله أن يعينكم على اللغة الفرنسية، كلها دغ بغ جو.. تخنق الحلق.

    حياك الله تعالى.

    ردحذف
  11. هههههههه.. بصراحه أخي راكان هذه اللغه صعبه وواجهتنا مشاكل كثيرة ...ولكن لحسن الحظ أن المدرسين كانوا من المغرب وتونس ...
    اممم.. أنا آسفه أخي راكان أعلم أنك مشغول كثيراً وقد أشغلتك كثيراً بردودي ...
    وشكراً لك أخي >> مع السلامة

    ردحذف
  12. أبدا أختي، أتشرف بكل الزوار وأصحاب الردود خصوصا لتفاعلهم، فهي المحفز لي -بعون الله تعالى-.

    أشكر لك طيب متابعتك.

    ردحذف
  13. بصرأأأأأأحة قصتك عجبتني
    والمذاكرة حصاد تحصده اخر السنة

    ردحذف

إعلان أسفل المقال