جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

التوصيل-سيارات-الأجرة-التاكسي-التكاسي

لا شك أن على كل واحد منا مسؤولية يجب أن يستحضر متطلباتها، ويجب أن يعتني بها كما يطلب الاعتناء بمسؤوليات الغير تجاهه.. إلا أنه لنا الحق في التأفف من المبالغة في الحقوق المطلوبة منا، إلى الحد الذي تُمس عنده مسؤوليات أخرى دراسية وعملية ونفسية.. ونحوها، لذا كانت هذه الأحداث.. وهذا المقال.. لتضرب مثلا وتحكي معاناة.

نون النسوة: راكان.. الليلة نبغاك تودينا للسوق.. عندنا حاجات مهمة جدا جدا !

أنا: يا كثر حاجياتكن المهمة جدا جدا.. لم أتشرف يومًا بمعرفة الحاجيات الأخرى.. الغير مهمة(!)، على كل حال وبما أنني قد انتصرت على أخي بالكرة.. وبما أنني لست مشغولا أول الليل بأمور مهمة وغير مهمة كذلك.. سيكون موعدنا بعد صلاة العشاء مباشرة.. أنا عندي موعد بعد صلاة العشاء بساعة ونصف.. إذا خرجنا مبكرين صار أمامكن ساعة وثلث في السوق.. خلاص؟!

نون النسوة بنحنحنة: خلاص..!

أنا مبحلقا بجدية وتأمل: ومرة ثانية... خلااااااص؟!

نون النسوة بابتسامة مجاملة: لا ماعليك.. خلاص.. بعد صلاة العشاء مباشرة !

وبعد صلاة العشاء أجلس في سيارتي عشرين دقيقة، أضرب منبه السيارة كل دقيقة عدة مرات، وما إن أنزل إليهن حتى تقول لي فلانة: اصبر قليلا.. باقي علانة تتجهز شوي !

أنا: تتجهز على إيش.. رايحين لحفلة عرس.. ترى تأخركن ليس من صالحكن عندي موعد بعد ساعة وعشر دقائق !

ثم أعود للسيارة.. وأجلس عشر دقائق فأعود إلى الداخل.. وبحمد الله أجد العلانة وقد تجهزت.. لكن لحظة: أين فلانة التي كانت موجودة منذ قليل؟!

تردّ علي: نسِيَت غَرَضًا لها.. وقد ذهَبَت لتبحث عنه.. اصبر قليلا !

أنا: قليلا إيش اللي أصبر فيه.. الآن مرت نصف ساعة وعليها.. أمامكن خمس دقائق وإلا سأذهب !

أرجع إلى سيارتي وتمر خمس دقائق، لكن لا تطاوعني نفسي للذهاب وتركهن، مو لأني طيب زيادة عن اللازم، لكن لأن والدي سيستمع إلى أقوالهن مجتمعة.. أكثر من قول ولده؛ لأن الآباء يلينون مع بناتهم أكثر من الأولاد، أدخل مرة ثالثة وأجد فلانة وعلانة: جميل لقد تجمع شملكما أخيرا.. هيا لنذهب !

ترد إحداهن: ماعليش.. لكن أختنا قررت الذهاب.. انتظرها (قليلا!!) !

لحظة صمت ثقيلة، يتلوها ترداد كلمة: يا صبر أيوب! وتمر الدقائق هي ذاتها الـ (قليلًا) التي ضاع منها ساعة حتى يركب الجميع.. وقد بقي نصف ساعة على موعدي بعد قضاء تلك الساعة القليلة(!) في انتظارهن ليركبن السيارة فقط.

بعد ركوب السيارة تسألهن: كم محلا تردن الذهاب إليه حتى أعرف طريقي من البداية؟

يجبن: محل كذا وكذا وكذا وكذا وكذا..!

حسنًا لا بأس.. توصلهن إلى تلك المحلات، لكن –وكالعادة- المحل يأتي بمحل بعده.. والمجمع يجرّ مجمعا آخر.. ويصير محل (كذا وكذا وكذا وكذا) إلى (كل المحلات النسائية!)، ويضيع موعدي.. ويتصل صديقي الذي واعدته ويلومني ويقرعني.. وأنا أطلب من اللاتي معي أن يخفضن أصواتهن حتى أسمع زجر صاحبي أكثر وأنا مبتسم الثغر.. حزين العينين.. محترق القلب !

نتفق نحن ونون النسوة على حب المتنزهات.. البر.. المطاعم.. السفر.. السياحة.. التلفاز.. الكاكاو.. قراءة المجلات.. الانترنت.. جلسات السمر.. ولا أعتقد أننا نتجاوزهن في شيء من اهتماماتنا، إلا أن نخلة تنمو في رأسي من العجب والدهشة والاستغراب من اهتمامٍ تنفرد فيه بعض الأخوات والزوجات والأمهات.. أطفالا كن أو عجائز أو شابات، يتجاوزن فيه اهتماماتنا المتشابهة.. وبعيدًا بعيدًا حيث الافتتان الغريب والإدمان المريب للمخدرات.. أقصد للأسواق.. فما إن يلوح محل تخفيضات أو مجمع نسائي لذوات الخدور واللي ما أدري إيش؛ حتى تشب الرغبات عن طوق الهدوء ويفيق مارد الافتتان وتتسع العيون والأفواه ويستريح العقل والأناة والاعتدال في مكان ما.. وتضيق جيوبنا على كل حال، لكن الكلام عن جانبكن.. دعونا ومآسينا إلى خالقنا وبارينا !

يفاجأ السائق بصرخات النسوة من خلفه " هذا المحل.. لا.. هذاك.. هذا هو اللي كلمتنا عنه صديقتك.. أو الثاني في الطرف الأقصى من جهة الغرب.. لا يافلانة أظنه في أقصى الجنوب.. ياي خلوكن منه.. شوفوا هنا يازين المحلات.. يا ألله.. شوفوا المحل اللي بجنبه هذا وع ما يصلح مرررة.. إلخ إلخ إلـ اااااـخ".

تردد يائسا: يابنات ترى مو لازم أتأخر زيادة على الرجال.. بسرعة !

ترد إحداهن: ماعليش أخوي.. باقي شوي بس !

أنا مو قاهرني ألا الـ (شوي) و(قليلا) و(ثواني) التي يخرج من بعض النساء بمثابة وعد قاطع وصارم، وهو في حقيقته ضياع وقت طويل.. ووعود تنتشر في الهواء كأفظع ما ينتشر فيه من ثاني أكسيد الكربون وبقية السموم الأخرى..!

والمصيبة حين تأتيك الصرخة من ورائك.. وبشكل مفاجئ "وقف وقف".. فتوقف السيارة لا إراديا ثم تتذكر أنك في منتصف الطريق فتتوقف السيارات من خلفك بعد نجاة من الاصطدام.. وشتائم السائقين تختلط مع أوامر التوقف والإعجاب بمحل تخفيضات أبو بليلة.. حتى تكاد تخرج من السيارة وترتقيها ثم ترفع رأسك عاليا وتصرخ صرخة مدوية حتى يهدأ الجميع، بعدها تلتفت للبنات وتطلب منهن النزول إلى محلهن.. وتتجه إلى جمع المركبات من حولك وتتأسف منهم بأدب ثم تركب سيارتك وتجد مكانا تركنها فيه.. ثم تطفئها وتطلق العنان لأشعار الويل والثبور، ثم تسائل نفسك وأنت تتأمل السوق: أين الفتنة في محلات الملابس والإكسسوارات والأحذية؟!

قال ضميري: الاهتمامات تختلف.. يا أخي أنت مشروع ظلم.. تبغى اهتمامات خلق الله تطابق اهتماماتك.. عليك أن تحمد الله أن تغمدك بضمير يوجهك حتى يتبين لك الرأي الأسود من الرأي الأبيض من ثرثرتك !

أنا: الحمدلله.. لا بأس.. يا صبر أيوب.. ويا صبري.. ويا صبر الأرض.. أقول مرة أخرى: لا بأس.. لكن استغرابي يكمن في الفتنة المستمرة والدائمة والمتواصلة بالسوق، لو حسبنا زيارات النسوان للأسواق في السنة ومشترياتهن في كل حفلة زفاف ونجاح وشفاء ومولود.. ما بقى ألا العزاء(!)؛ لاستنتجنا أن المنزل سيصبح جرابا مليئا لا تستطيع دخوله.. لكنني لا أعلم حقيقة أين تذهب الملابس والإكسسوارات والأمور الأخرى القديمة (لغويا).. الجديدة (زمانيا) و(ماديًا)؟!

- هيا.. أجب يا ضميري.. أين تذهب وبعضها لا تفصلنا عنها إلا أسابيع قليلة؟!

ضميري: (........) !

- ألو.. يا ضميري.. أين ذهبت.. ضميري..!!
تعليقان (2)
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. هههههههههههههههههههههههههههههههه
    الحقيقة أنا أجهل هذه المواقف التي وقعت بها، لأن ما عندي ولا أخت، وماعمري وديت بنت في حياتي للسوق أو لحاجة هههههههه إلا أمي وهي تذهب للسوق في السنتين مرة ويوديها أبوي هههههههههه ، ـأقول هذا وأنت عشت أغلب شبابك بعيد عن نون النسوة، أجل لو أنت عندهن وش يبي يصير فيك .. هههههههههـ ـ ـ شخبار د.مشرشحه؟

    ردحذف
  2. ماني قايل احمد ربك يا أبا معاذ، ولكن لكل شيء ثمن.. وبما إنك مقبل على الزواج ما شاء الله تبارك الله.. فأشوفك هاك اليوم إذا اجتمعت عليك المسؤوليات.

    أما بعدي عن نون النسوة.. فكان ست سنوات عجاف، نتيجتها ذهاب الميانة بيني وبين أهلي، يعني ما صرت أمون أنا وأمي.. تصدق ذذ.

    وعقبال ما أشوفك في السوق ومعك عيالك وأهلك.. وكرشتك مترين قدام.. ولك شنب ضخم وجفون أضخم.. ومعصب وحالتك حالة: يالله اخلصوا.. الله يرحم العزوبية.

    طبعا في ذاك الوقت أنا راح أكون لا زلت أدرس في جامعة القصيم/لغة عربية. خخخخخخخخخخخخخخخخ

    ردحذف

إعلان أسفل المقال