وبدأت الحرب النفسية بين لهيب الشمس و (نحن) في بلادنا التي بدأ يشتد فيها الحر يومًا بعد يوم.. وقد كنت متفائلا -ولا زلت- في أن هذه السنة ستكون درجة الحرارة الكبرى في الصيف أقل من السنوات الماضية.
الحرب لا تتعلق بنا بشكل مباشر وإنما تتعلق بسياراتنا وما تحويها. حربنا مع الشمس خاسرة وقد انتصرَت كثيرًا فأثرت على هيكل السيارة الداخلي والخارجي.. وأثرت على القماش كذلك، ولا ننسى الأغراض البلاستيكية التي تتلوى سريعا في (ظُهريّة) غفلنا فيها عن تغطية السيارة.. ولنا كل يوم فَقِيد.
حُرِمنا سلاح التظليل منذ خمس سنوات بعد إصدار قرار وزارة الداخلية عام 1425هـ والذي منع تظليل السيارة منعا باتا، مع تشددٍ في معاقبة من يخالف هذا الأمر، وليس غريبًا عليكم منظر ذلك المسافر الذي ربما يكون وراءه سفر من مئات الكيلومترات فيوقفه أحد رجال نقاط التفتيش ثم يأمره بكل برود بأن يبدأ -الله لا يهينه- في (تقشير) تلك (التظليلة) في منظر مؤلم يجعلك ترثي لمنظر ذلك المسكين وهو منهمك في شغله، وأستغفر الله تعالى.. يمكن تضحك كذلك.
العجيب أن بعض الشباب إما أن يكونوا محظوظين زيادة عن اللازم.. أو نحن -بكل بساطة- تعساء فيما يتعلق بهذا الأمر ونحوه. يعني تجد أحدهم -ماشاء الله تبارك الله- واضعًا (التظليلة) في كل مكان في سيارته، مع التغبير الزائد.. ونحو ذلك من المخالفات التي تغري ربع نقاط التفتيش بالتفنن في غربلتهم، لكن تمر عليهم السنة والسنتين والثلاث ولم يحفل بهم أحد مع مرورهم بالكثير من نقاط التفتيش، في حين أن أخوكم في الله وأمثاله صاروا مثل النمر الوردي في إحدى حلقاته الشهيرة، أيام ما كانت القناة الأولى تجعل هذه الحلقات وأمثالها شهيرة لأنها تعيدها مليون مرة، أتذكرون تلك الحلقة التي عزم فيها النمر الوردي على قطع شارع فارغ.. ولكنه كلما قدّم رجله ليخطو الخطوة الأولى ازدحم الشارع فجأة؟ هكذا كانت حال أخوكم، فلو وضعت (التظليلة) الساعة الرابعة فستجدونني الساعة الرابعة وعليها.. بجنب الخط منهمكا.. إذا كنتم تعرفون ماذا أعني بالانهماك من خلال ما سبق.
كذا الأمر إذا وجدت نفسي مستعجلا يوما ولابد من قطع الإشارة مع خلو الشارع من السيارات، فما إن أتقدم قليلا حتى أجد سيارة الشرطة في مكان يسخر منك.. وكأنهم نزلوا من السماء، أو كأن ذلك الجهاز أسس لملاحقة أفكاري وأنفاسي، في حين أن البعض يتجرأ ويطوف الإشارة في أوقات الذروة ولا رجال شرطة ولا هم يحزنون.. أبوك يا الحظ ما شاء الله.
العجيب هو طريقة متابعة ما يقتضيه قرار منع (التظليل)، والتي أعتبرها طريقة ساخرة وسخيفة كذلك، أو أنها ملزمَة من أطراف منتفعة مما يحصل؛ فبدلا من منع ومراقبة محلات زينة السيارات التي تبيع هذه الأمور بل وتلصقها على سيارات الناس عيانا بيانا.. مع ثبات أماكنها وسهولة مراقبتها، إلا أننا نرى رجال أمننا وهم يتابعون تلك السيارات المخالِفة(!) بعد تفرقها عن تلك المحلات، مع العلم -أيضا- أن هناك بدائل الأخرى مشابهة تماما لوظيفة (التظليل) كالأقمشة اللاصقة من وسطها والستائر الكرتونية والعاكس.. ونحوها؛ إلا أنه لم يحتويها المنع.. مع أنها (أستر) من (التظليل)، ولكن:
كذا قضت الأيام ما بين أهلها **** (قسائم) قوم عند قوم فوائد
تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.