جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

قرد-يفكر-يكتب-كالقرود-كالقردة-مضحك-كتاب

كثيرون هم -بعض الشيء- الذين كشفوا المستور في "المجتمع السعودي المنغلق"، وحطموا بوصف الزنا وزنا المحارم واللواط -أكرم الله الجميع- أسطورة "خصوصية المجتمع السعودي".. وكانت الوسيلة لهذا الكشف والفضح.. إلخ، هو مقالاتهم الجنسية، ورواياتهم الإباحية.


كل ما عليك فعله كي تدخل في قروب "فضح المستور" واسع الانتشار، وتجارة "كشف المخبوء" المربحة ماديا، وتجعل في سيرتك الذاتية "فضحًا وكشفا لمجتمعك" حتى تنال رضا مجتمعات أخرى.. والشهرة؛ هو أخذ [ فكرة الفحشاء ] وتحليلها وبناء الشخصيات ثم وصف ما يدور بينها. وهاهنا تختصر أكبر عائق أمام جهابذة الرواية وأساطين الأدب: الأفكار.

كي تعرّي مجتمعك السعودي عرّي أفراده من ملابسهم الداخلية بقلمك، وحتما -في دنيا الناس- ستجد من يصفق لك، لأن الله تعالى قد هدد أقواما يحبون أن تشيع الفاحشة في الناس.. ويُفهم من هذا حتمية وجودهم بيننا، ومن أحب إشاعة الفاحشة.. أحبّ كل مشيع لها عبر أية وسيلة.. الرواية مثلا، وصار "معجبا به" وأسبغ عليه من الأوصاف "على كيفه"، سبحان الله.. حتى استغراق الفسقة في مجونهم يزيدنا إيمانا بالله وتسليما.

لنحسن الظن يا جماعة: هم يحاولون أن يبينوا لنا وللعالم أننا لسنا مجتمعا ملائكيا، طيب.. ماكو مشكلة.. لكني لا أفهم حقيقة: هل يعني هذا -بالضرورة كما تحكي رواياتهم- أننا مجتمع منحط أخلاقيا.. وسافل اجتماعيا.. وفي الحضيض تربويا؟! أو كما عبر الكاتب علي الموسى: [ لسنا مجتمعاً من الملائكة، ولكننا في المقابل أيضاً لسنا حفنة من الشاذين والمنافقين، أو قطعة من بقايا إبليس كما هي بعض الصورة في بعض ما حملته بالخطأ إلى بيتي وأولادي، ثم أكتشف نهاية المساء أنني لا بد أن أجد مبرراً منطقياً كي أسحب من أيديهم بعض هذه الأعمال التي كانت أقرب لأفلام الجنس والصور الخليعة منها إلى عمل روائي يحاول سبر أغوار المجتمع وتحويره تحليلاً في قالب إبداعي ]، وهل إشاعة الفاحشة ووصف الأعمال السافلة هي السبيل الوحيد كي نعلم أننا لسنا مجتمعا ملائكيا؟! وهل علينا أن نتعدى حدود الله -تعالى- حتى نقوم بهذا الإثبات العظيم؟!.

فكرت قليلا ثم قلت: أظن أن الإشكال ليس في الإجابة عن هذه الأسئلة.. وإنما في ذات الأسئلة، فهي قد انطلقت من حجتهم من غير التفات إلى طبيعة هذه الحجة، لنغيّر صيغة السؤال ولنقل: هل هذه حجة حقيقية وناتجة عن شيء يذكر من همٍّ صادق وفكر جاد أم أنها "موديل" و"جملة معلبة" تناقلها أتباع من بال في زمزم خلال سنوات بروز الرواية كجزء من أسلحة الطابور الخامس.. أو من يخدمهم -بعلم أو بدونه- من الشهوانيين عباد المادة والشهرة، ومن يكرهون الدين والمجتمع الإسلامي.. ليس لأنه مثالي.. بل لأنه يسعى إلى المثالية من خلال تطبيق حدود الله تعالى على من يتعداها من أولئك الفجرة، أو ربما رغبة جامحة لإبراز النفس ولو على حساب الدنيا كلها.

لسنا بحاجة إلى فجوركم يا روائيي العورات كي تعلمونا حقيقة المجتمعات لأننا قرأنا وفهمنا من أبجديات ديننا أن أي مجتمع لا يمكن أن يكون مثاليا.. لأن الفرد المكون للمجتمع معرّض للنقص والخطأ [ فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ] ]، [ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ]، بل إنه من المنطق والعقل والبيئة نعلم أنه لم تسن القوانين الشرعية ولا الوضعية إلا لتطبع البشرية كلها مع هذا الأمر، ومثلا.. نعلم أننا لسنا مجتمعا مثاليا حين نطّلع على سحنة وجوهكم وأفكاركم وكتاباتكم.. ومن هم في مثل أنانيتكم وحبكم لذاتكم وعبادتكم لهواكم.. وإلقائكم مسؤولية الاستسلام لحدود الله -عز وجل- عنكم.

لدينا يقين ووعي حد التشبع بأن المشاغبة على أخلاق وثوابت المجتمعات الإسلامية مع وجود الحماية السياسية تأتي بالشهرة والمال والرحلات والتسمين والتعليف والاحتفاء في الإعلام والمحافل الثقافية العالمية، ولأن مجتمعنا ليس ملائكيا فقد وجد من يستسهل تعدي حدود الله تعالى الشرعية والأخلاقية لأهداف أنانية تتعلق ببناء سيرة ذاتية تحقق الشهرة والمادة والمتعة الدنيوية، ولو كان السبيل إلى ذلك الانسلاخ من التدين لله تعالى.. والهجوم على المجتمعات الإسلامية والعربية.. أو حتى الانحطاط بالنفس إلى درجة العمالة الصلعاء، ومن عجائب الأمور أني وقعت صدفة على أحد أولئك الكتاب السعوديين (من أطفالهم الجدد!) في موقع أجنبي وهو يبدي إعجابه بأعمال وزارة الخارجية الأمريكية(!).. التي تعرفنا من خلالها على أكثر الوجوه كآبة علينا كيسنجر ومادلين اولبرايت وكونداليزا وهيلاري.

أشعر بالأسف حين أجد بعضا من الفضلاء والفاضلات يحتفون بمؤلفات أولئك، مع ما فيها من فجور واحتضان لصيغ وأوصاف الفساد والفسوق.. والافتراء كذلك، فقط.. لأن لدى بعضهم أساليب جميلة وبيانا ساحرا يجدها -من يبحث عنها حقا- في مئات الروايات العالمية والعربية الأخرى التي انصرفت نحو إبداع الفكر والأسلوب الراقيان.. لا الأسلوب فقط.

ومن العجيب أن الجميع يتفق على أهمية [ الأفكار ] ومدى خطورتها وتأثيرها، إضافة إلى كونها عامل مهم لتقويم أي عمل أدبي.. لكن هذا الأمر يختبئ في مكان ما حين تجد أختا فاضلة -مثلا- تذهب لتشتري رواية ماجنة تصف الفحشاء.. وتجعلها كامرأة أداة للمتعة الجنسية فقط.. ومجرد كائن ساذج وسطحي.. يلغي المؤلف كل دور إيجابي لها في الحياة.. ويحصره في الفراش فقط.. فضلا عمّن يتعرض إلى الشذوذ الجنسي.. والتحرش بالأطفال.. مما شاع في كتابات وروايات سعودية تصف المرأة السعودية وصفا منحطا للغاية.. حتى عرابجة الشارع لا يصلون إليه.. ثم -بكل جهل- تصفّ بعض أخواتنا أمام أولئك الروائيين لتنال توقيعا من القلم الذي أظهر انحطاط صاحبه ومدى التفكير الفاحش الذي يعتمل في رأسه حين يرى المرأة أمامه.. بل والأطفال كذلك، فقط لأن أساليبهم الأدبية تتصف بشيء من الجمال.. طيب ماذا عن الأفكار السخيفة عن ذوقكم الأدبي وتقويمكم الفكري؟! وأي نتيجة خرجتم بها بعد الاطلاع عليها؟!

إن رفع أولئك الرويبضة فوق قدرهم، ودعمهم المعنوي والمادي هو حث لمسيرة القبح.. وتشجيع لتقديم المزيد من نتاج العورات الذي يصور مجتمعنا تصويرا قبيحا:

[ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ]

وفق الله الجميع.
تعليقان (2)
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

  1. اسأل الله أن يعافيهم ولا يبلانا ..
    ربما كان يكتب بعين طبعه! أو ..
    نسأل الله لهم الهداية.

    ردحذف
  2. آمين.. جزاك الله خيرا على طيب مرورك.

    ردحذف

إعلان أسفل المقال