جاري تحميل ... مُدَونة كِتَاف

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة



في حياة العزوبية.. الدنيا بين يديك، لأن وقتك ملك يمينك، وليس (تورتة) يتقاسمها أهلك أو صحبك.. أو الالتزامات الأخرى التي تعانيها حين تكون بين أهلك وفي مدينتك، على اعترافي -طبعا- بأهميتها ووجوبها.

الحياة لدى العزاب خط مستقيم بين فراغين، وصمت لن تقطعه الموجات إلا بأمر منك، وفراغ مبني من فراغ.. لولا سويعات تقضيها في صباح أيامك للدراسة أو للعمل.. .

لذلك فإن (التورتة) كلها لك.. تقطعها وتتقاسمها مع من/ما شئت، فلذلك.. أجد من المعيب جدا أن يقضي الشاب حياته الجامعية ويقطعها وحاله عند طيها عنه كحاله حين خطا أيامه الأولى فيها، فيخرج من كان غنيا بوقته من سوق تجاربها بحقيبة فارغة.

ومهما كان الإنسان فوضويا في هذه المرحلة، فلابد أن يصنع شيئا في حال الفوضى يجعله يلتفت في المستقبل إلى الخلف فيشعر أنه حمل شيئا آخر ملموسا.. يقرأ.. يكتب.. يتأمل.. يساعد.. يعمل.. يلتزم عبادة.. لا ينقطع عن الصف الأول.. المهم أنه يصنع شيئا ملموسا ويبعث على الرضا في المستقبل.

ولا بأس أيضا من بعض التجارب.. 

تمر علي شخصيا خلال سنوات حياتي الكثير من الأمور التي يعايشها أقوام، وأجدني أنفر منها أو لا أتوقع أني سأعيشها وأجربها.. لكن الدنيا تأبى إلا أن تريك من عجائبها، فما ظننته مستحيلا في صغرك تمله في كبرك لكثرة ما مررت به.. .

هذا الأمر ينطبق على أمور كثير في حياتنا.. ومنها الأكلات.

مع الأيام تجد الواحد منا يكره ما كان يحبه من الطعام، ثم مع انصرام الأعوام تجدك تهيم بوجبة ما كنت تعافها.. والحمدلله أولا وآخرا.

وأنا ممن يعشق التجربة في كل الأمور.. ومنها الأكل، لذلك جربت الكثير من أنواعه التي إن أحب أقوام بعضها فإنهم يعافون الأخرى.. والعكس، أما صاحبكم فحقل تجارب وين شركات الآيس كريم الكبرى التي توظف الذائقين لها عنه؟!

فلذلك جرّبت أكل الضب.. والأرانب.. وبعض أنواع الطيور.. والسرطان.. والروبيان.. وغيرها،
وقلت في نفسي: جاء الوقت لأجرب المحار. 


وكان الشراء ثم البحث في الانترنت عن طريقة طبخها، ولاجديد.. تعقيد X تعقيد.. كل طرائق الطبخ التي تابعناها في التلفاز أو قرأناها في كتب الطبخ أو في المجلات تنضح تعقيدا وأسلوبا غير واضح، فضلا عن بعض الأسماء التي نجهلها معاشر الرجال.. يلزم أن يتصدق أحدهم فيصدر كتابا للطبخ.. خاص بالعزاب كي يكون مراعيا لجهلهم.

لذلك تذكرت الأساسيات: قِدر.. زيت.. بصل.. بهارات.. طماطم.. ملح.. ماء.. محار.. واخلط الحابل بالنابل والمتحليات بالعواطل.. وكل هنيئا مريئا معي.. ومع صاحبي الجديد في الشقة المهندس الصوتي العظيم (لأنه يسمح لي باستخدام مايك الأستديو!): فيصل العنزي. 

طبعا أخذنا دقائق أنا وفيصل كل واحد يقول للثاني: من بعدك.. لا لا.. من بعدك إنت،

لكن بدأها البطل فيصل وافتتح أولى الوجبات.. فأخذت له هذه الصورة:


بالهناء والشفاء.. مع احتمالات أخرى.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

تزدان المدونة بتعليقاتكم وملاحظاتكم.

إعلان أسفل المقال